١٥٩ وجواب معاوية على كلام صعصعة في وصف قريش ومكانتها طويل ونفيس، وقد أورده الطبري ٨٦: ٥. "خ". ١٦٠ قد يقول قائل: فلا يدل ما وقع من الحوادث في مأساة استشهاد الخليفة عثمان على غفلته في عدم علمه فيما يجري في الخفاء من تآمر المتآمرين. في الحقيقة أن هذا الخليفة لم يكن على الرغم من اشتغاله بالفتوحات الواسعة التي تمت في عهده، غافلًا عن المؤامرات التي كانت تحاك ضده من أجل الكيد للإسلام، بل كان على مستوى الأحداث بعيدًا عن تهمة الضعف التي تتردد على ألسنة خصومه. قال الأستاذ المؤرخ محمد عزة دروزة: وقد نشط ابن سوداء "أي عبد الله بن سبأ" وجماعاته في بث الدعاية ضد عثمان وأمرائه حتى أوسعوا الأرض إذاعة كما جاء في رواية الطبري. وكانوا يكتبون كتبًا في الغيب فيهم ويرسلونها للناس في الأمصار. وبلغ ذلك أهل المدينة فجاءوا إلى عثمان يسألونه هل أتاه من الأمصار مثل ما أتاهم. فقال لهم: والله ماجاءني إلا السلامة، فأخبروه. فقال لهم: أنتم شركائي وشهود المؤمنين، فأشيروا علي، فأشاروا عليه إرسال أشخاص ممن يثق فيهم للأمصار، ليقولوا لأهلها إنهم لم ينكروا شيئًا من عثمان، لا أعلامهم ولا عوامهم ... وأن الأمراء يقسطون بين الناس "الطبري ج٣ صـ ٣٧٩". ثم كتب إلى أهل الأمصار كتابًا عامًّا يذكر فيه ما بلغه من الإذاعات والطعن على الأمراء، ويقول: إنه تولى أمر المؤمنين ليقوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنه ولى عماله على ذلك، وأنه مستعد لسماع كل شكوى منه ومن عماله وإنصاف صاحبها، وإعطاء كل ذي حق حقه، ويدعو من له شكوى إلى موافاته في الموسم "٣٨٠-٣٨١" الطبري نقلًا عن تاريخ الجنس العربي: ٢٣١/٧ ثم استدعى ولاة الأمصار واستطلعهم الأمر: وقال: إني أخشى أن=