للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الباب السابع]

[قاصمة]

ثم قتل علي. قالت الرافضة: فعهد غلى الحسن، فسلمها الحسن إلى معاويةن فقيل له مسود وجوه المؤمنين٣٨١ وفسقته جماعة من الرافضة، وكفرته طائفة لأجل ذلك.

***


٣٨١ من عناصر إيمان الرافضة- بل العنصر الأول في إيمانهم- اعتقادهم بعصمة الحسن وأبيه وأخيه، وتسعة من ذرية أخيه. ومن مقتضي عصمتهم- وفي طليعتهم الحسن بعد أبيه- أنهم لا يخطئون، وأن ما صدر عنهم فهو حق، والحق لا يتناقض. وأهم ما صدر عن الحسن بن علي بيعته لأمير المؤمنين معاوية، وكان ينبغي لهم أن يدخلوا في هذه البيعة، وان يؤمنوا بانها الحق لأنها من عمل المعصوم عندهم. لكن المشاهد من حالهم أنهم كافرون بها. ومخالفون فيها لإمامهم المعصوم. ولا يخلو هذامن من أحد وجهين: فأما أنهم كاذبون في دعوى العصمة لأئمتهم الاثني عشر، فينهار دينهم من أساسه، لأن عقيدة العصمة لهم هي اساسه، ولا أساس له غيرها. وإما أن يكونوا معتقدين عصمة الحسن، وان بيعته لمعاوية هي من عمل المعصوم، لكنهم خارجون على الدين، مخالفون للمعصوصم فيما جنح إليه وأراد أن يلقى الله به، ويتواصون بهذا الخروج على الدين جيلا بعد جيل، وطبقة بعد طبقة، ليكون ثباتهم على مخالفة الإمام المعصوم عن إصرار وعناد ومكابرة وكفر. ولا ندري أي الوجهين يطوح بهم في مهاوي الهلكة أكثر مما يطوح بهم الوجه الآخر، ولا ثالث لهما. فالذين قالوا منهم أن الحسن مسود وجوه المؤمنين لا يحمل كلامهم غلا على أنه مسود وجوه المؤمنين بالطاغوت أما المؤمنون بنبوة جد الحسن صلى الله عليه وآله وسلم فيرون صلحه مع معاوية وبيعته له من من أعلام النبوة، لأنها حققت ما تنبأ به صلى الله عليه وآله وسلم في سبطه سيد شباب أهل الجنة من انه سيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين كما سيأتي بيانه. وكل الذين استبشروا بهذه النبوءة وبهذا الصلح يعدون الحسن مبيض وجوه المؤمنين. خ.

<<  <   >  >>