للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[كتاب نهج البلاغة ليس كله لعلي بن أبي طالب وأبحاث هامة منه]

بنيه باسم: يزيد. وعمر بن علي بن أبي طالب كان من نسله عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب سمى أحد بنيه أبا بكر وآخر باسم عمر وثالثا باسم طلحة. وين العابدين علي بن الحسين سمى أحد أولاده باسم أمير المؤمنيين عمر تيمنا وتبركا ...

فهل يعقل أن هؤلاء الأقارب المتلاحمين الذين يتخيرون مثل هذه الأمهات لأنسالهم، ومثل هذه الأسماء لفلذات أكبادهم، كانوا على غير ما أراده الله-تعالى- لهم من الأخوة في الإسلام والمحبة في الله، والتعاون على البر والتقوى*!!.

لقد تواتر عن أمير المؤنين علي رضي الله عنه أنه كان يقول على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر روى المحدثون والمؤرخون هذا عنه من أكثر من ثمانين وجها. ورواه البخاري وغيره. وكان علي رضي الله عنه يقول: لا أوتي بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا ضربته حد المفتري.

ولهذا كان الشيعة المتقدمون متفقين على تفضيل أبي بكر وعمر. نقل عبد الجبار الهمداني من كتاب: تثبيت النبوة أن أبا القاسم نصر بن الصباح البلخي قال في كتاب النقض على ابن الرواندي: سأل شريك بن عبد الله فقال له: أيهما أفضل: أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي؟! فقال له: نعم: من لم يقل هذا فليس شيعيا!! والله لقد رقى هذه الأعواد على لقال: إلا أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، فكيف نرد قوله، وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذابا.

وإن خطبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نعتصديقه وإمامه خليفة رسول الله أبا بكر يوم وفاته، من بليغ ما كان يستطهره الناس في الأجيال الماضية. وفي خلافة عمر دخل علي في بيعته أيضا، وكان من أعظمأعوانه على الحق. وكان يذكره بالخير ويثني عليه في كل مناسبة، وقد علمت أنه بعد أخيه وصهره عمر سمى ولدين من أولاده باسميهما، ثم سمى ثالثا باسم عثمان لعظيم مكانته عنده، ولأنه كان إمامه ما عاش. ا. هـ. باختصار.

-٣-

إن كتاب نهج البلاغة هو من الكتب المعتمدة عند الشيعة، وينسبونه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحقيقة أن بعضه له، والكثير من وضع الرضى لا والمرتضى الشيعيين، وفيه من الدس والافتراء الشيء الكثير. وقد


* من الرافضة من ينكر كل ذلك، ومنهم من لا يستطيع إنكارها، لأن التاريخ يلقمه حجرا بل حجارة، فيروك ويزعم أن آل البيت أمثال علي والحسن وزين العابدين إنما فعلوا ذلك تقية. وهم ذلك يطعنون بشجاعتهم وبطولتهم وإخلاصهم، كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا!.

<<  <   >  >>