٢٠٣ وكان آخر العهد بأبي موسى عندما كان واليًّا على الكوفة، وجاء دعاة علي يحرضون الكوفيين على لبس السلاح والالتحاق بجيش علي استمدادًا لما ينتظرونه من قتال مع أصحاب الجمل في البصرة، ثم مع أنصار معاوية في الشام، فكان أبو موسى يشفق على دماء المسلمين أن تسفك بتحريض الغلاة، ويذكر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقول نبيهم في الفتنة: "القاعد فيها خير من القائم"، فتركه الأشتر يحدث الناس في المسجد بالحديث النبوي، وأسرع إلى دار الإمارة فاحتلها، فلما عاد إليها أبو موسى منعه الأشتر من الدخول وقال له: اعتزل إمارتنا. فاعتزلهم أبو موسى، واختار الإقامة في قرية يقال لها "عرض" بعيدًا عن الفتن وسفك الدماء. فلما شبع الناس من سفك الدماء واقتنعوا بأن أبا موسى كان ناصحًا للمسلمين في نهيهم عن القتال طلبوا من علي أن يكون هو ممثل العراق في أمر التحكيم؛ لأن الحالة التي كان يدعو إليها هي التي فيها الصلاح، فأرسلوا إلى أبي موسى وجاءوا به من عزلته. "خ". ٣٠٣ من مؤلفات أبي بكر بن العربي وهو في الزهد والتصوف السني، وتوجد منه نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم ٢٠٣٤٨ ب. "س". ٣٠٤ واختصه بكتابه الشهير في القضاء وآدابه وقواعده. "خ".