للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[موقف عثمان من عمار بن ياسر]

٣- وأما جمع القرآن، فتلك حسنته العظمى، وخصلته الكبرى، وإن كان وجدها كاملة، لكنه أظهره ورَدَّ الناس إليها، وحسم مادة الخلاف فيها، وكان نفوذ وعد الله بحفظ القرآن على يديه حسبما بينَّا في كتب القرآن وغيرها٧٥.

روى الأئمة بأجمعهم٧٦ أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة٧٧، فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: أن عمر أتاه فقال: إن القتل استحرَّ يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن


= ٧٥ قد قمنا بعمل ترجمة جديدة لابن العربي فانظر هذه الكتب مفصلة فيها. "س".
٧٦ وفي مقدمته الإمام أحمد في مسنده: ١٣: ١ الطبعة الأولى- رقم٧٦ الطبعة الثاني، و١٨٨: ٥-١٨٩ الطبعة الأولى، والإمام البخاري في صحيحه كتاب التفسير: ك ٦٥ السورة ٩ ب، ٢٠ ج، ٥ صـ ٢١٠-٢١١.
وكتاب فضائل القرآن: ك ٦٦ ب ٣، و٤ ج ٦، صـ ٩٨-٩٩. وكتاب الأحكام: ك ٩٣ ب ٣٧، ج ٨، صـ ١١٨-١١٩. وكتاب التوحيد: ك ٩٧ ب ٢٢، ج ٨، صـ ١٧٦-١٧٧. "خ".
٧٧ وذلك لما ارتدت بنو حنيفة برئاسة مسليمة الكذاب وبتحريض عدو الله الرجال بن عنفوة بن نهشل الحنفي، وكانت قيادة المسلمين لسيف الله خالد بن الوليد، واستشهد في هذه الملحمة زيد بن الخطاب أخو عمر، وكان حفظة القرآن من الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: يا أصحاب سورة البقرة بطل السحر اليوم، وتحنط خطيب الأنصار وحامل ولائهم ثابت بن قيس، ولبس كفنه، وحفر لقدميه في الأرض إلى أنصاف ساقيه، ولم يزل يقاتل وهو ثابت بالراية في موضعه حتى استشهد، وقال المهاجرون لسالم موبى أبي حذيفة: أتخشى أن نؤتى من قبلك؟ فأجاب: بئس حامل القرآن أنا إذن, وقاتل حتى استشهد، وقال أبو حذيفة: زينوا القرآن بالفعال، وما زال يقاتل حتى أصيب، وممن استشهد يومئذ حزن بن أبي وهب المخزومي جد سعيد بن المسيب وكان شعار الصحابة يومئذ: وامحمداه؛ وصبروا يومئذ صبرًا لم يعهد مثله حتى ألجأوا المرتدين إلى حديقة الموت، فاعتصم فيها مسيلمة ورجاله، فقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم في داخل الحديقة أفتح لكم بابها، فاحتملوه فوق الجحف ورفعوه بالرماح وألقوه في الحديقة من فوق سورها، فمازال يقاتل المردتين دون بابها حتى فتحه ودخل المسلمون
=

<<  <   >  >>