للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اعتذر عن ذلك العلماء بوجوه لا ينبغي أن تشتغل بها؛ لأنها مبنية على باطل٧٤، ولا يبنى حق على باطل، ولا تُذْهِب الزمان في مماشاة الجهال، فإن ذلك لا آخر له.


= بذلك وأظهر الندم، فلامه الناس وهجروه وكرهوه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: ١٩٢:٣-١٩٣: وعثمان أفضل من كل من تكلم فيه، وهو أفضل من ابن مسعود، وعمار، وأبي ذر، ومن غيرهم من وجوه كثيرة، كما ثبت ذلك بالدلائل، فليس جعل الكلام المفضول قادحًا في الفاضل بأولى من العكس. وكذلك ما نقل من تكلم عمار في عثمان، وقول الحسن فيه "أي في عمار". نقل أن عمارًا قال: لقد كفر عثمان كفرة صلعاء، فأنكر الحسن بن علي ذلك عليه، وكذلك علي وقال له: "يا عمار، أتكفر برب أمن به عثمان؟ " قال ابن تيمية: وقد تبين من ذلك أن الرجل المؤمن الذي هو ولي الله قد يعتقد كفر الرجل المؤمن الذي هو ولي الله، ويكون مخطئًا في هذا الاعتقاد ولا يقدح هذا في إيمان واحد منهما وولايته، كما ثبت فيء الصحيح أن أسيد بن حضير قال لسعد بن عبادة بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنك منافق تجادل عن المنافقين"، وكما قال عمر بن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: "دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق"، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" فعمر أفضل من عمار، وعثمان أفضل من حاطب بن أبي بلتعة، بدرجات كثيرة، وحجة عمر فيما قال لحاطب أظهر من حجة عمار، ومع هذا فكلاهما من أهل الجنة، فكيف لا يكون عثمان وعمار من أهل الجنة، وإن قال أحدهما للآخر ما قال. مع أن طائفة من العلماء أنكروا أن يكون عمار قال ذلك.... ثم قال شيخ الإسلام: وفي الجملة، فإذا قيل أن عثمان ضرب ابن مسعود أو عمارًا فهذا لا يقدح في أحد منهم، فإنَّا نشهد أن الثلاثة في الجنة، وأنهم من أكابر أولياء الله المتقين، وأن ولي الله قد يصدر عنه ما يستحق عليه العقوبة الشرعية، فكيف بالتعزير، وقد ضرب عمر بن الخطاب أبي بن كعب بالدرة لما رأى الناس يمشون خلفه وقال: "هذا ذلة للتابع وفتنة للمتبوع"، فإن كان عثمان أدب هؤلاء، فإما أن يكون عثمان مصيبًا في تعزيرهم؛ لاستحقاقهم ذلك، ويكون ذلك الذي عُزِّروا عليه تابوا منه، وكفر عنهم بالتعزير وغيره من المصائب أو بحسناتهم العظيمة أو بغير ذلك. وأما إن يقال كانوا مظلومين مطلقًا، فالقول في عثمان كالقول فيهم وزيادة؛ فإنه أفضل منهم، وأحق بالمغفرة والرحمة ... إلخ."خ".
٧٤ أي على ادعاء الكاذبين أعداء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أمير المؤمنين عثمان ضرب عمارًا حتى فتق أمعاءه، وضرب ابن مسعود حتى كسر أضلاعه ومنعه عطاءه."خ".

<<  <   >  >>