ورواه ابن إسحاق "في السيرة لابن هشام: ١٠٣: ٣ بولاق" من حديث عكرمة عن ابن عباس، وانظر البداية والنهاية للحافظ ابن كثير: ٢٦٦-٢٦٨: ٥. "خ". ٤٠ وهو وعد الله عز وجل في سورة النور: ٥٥: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ، ولقد كان المجتمع الإسلامي-بتوجيه هذين الخليفتين- أسعد مجتمع إنساني عرفه التاريخ؛ لأن الناس -من ولاة ورعية- كانوا يتعاملون بالإيثار، وكان الواحد منهم يكتفي بما يفي بحاجته، ويبذل من ذات نفسه أقصى ما يستطيع أن يستخرج منها من جهد لإقامة الحق في الأرض وتعميم الخير بين الناس، ويلقى الرجل الخير منهم رجلًا لا تزال تنزع به نزعات الشر، فلا يزال به حتى يخدر عناصر الشر المتوثبة في نفسه، ويوقظ ما كمن فيها من عناصر الخير إلى أن يكون من أهل الخير، وفي المنتسبين إلى الإسلام حتى يومنا هذا طوائف امتلأت قلوبهم بالضغن حتى على أبي بكر وعمر، فضلًا عمن استعان بهم أبو بكر وعمر من أهل الفضل والإحسان، فصنعوا لهم من الأخبار الكاذبة شخصيات لأخرى غير شخصياتهم التي كانوا عليها في نفس الأمر؛ ليقنعوا أنفسهم بأنهم أبغضوا أناسًا يستحقون منهم هذه البغضاء؛ ولهذا امتلأ التاريخ الإسلامي بالأكاذيب، ولن تتجدد للمسلمين نهضة إلا إذا عرفوا سلفهم على حقيقته واتخذوا منه قدوة لهم، ولن يعرفوا سلفهم على حقيقته إلا بتطهير التاريخ الإسلامي مما ألصق به. "خ".