١٦٧ لما خفق السبأيون في الوثوب على ولاتهم سنة ٣٤ في الموعد الذي وقعت فيه فتنة يوم الجرعة، اتعدوا لفتنة أخرى بمقياس أوسع يقومون بها في العام التالي سنة ٣٥ فيذهب الحجاج للقيام بطاعة الله، ويذهب دعاة الفتنة للمجاهرة بمعصية الله. وقد نظموا أنفسهم في اثنتي عشرة فرقة: أربع فرق من مصر، وأربع من البصرة، وأربع من الكوفة. وفي كل فرقة نحو مائة وخمسين مفتونًا، أي من كل بلد نحو ستمائة رجل."خ". ١٦٨ أي إلى أمير المؤمنين عثمان في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم."خ". ١٦٩ فارس شاعر، نزل مصر مع جيش الفتح، ولم يعرف له في سيرته شيء انفرد بالامتياز به غير اشتراكه في هذه الفتنة، مع دعواه أنه كان من الذين بايعوا تحت الشجرة. وأظنه لم يكن من الرؤوس المدبرين للفتنة، ولكن مدبريها استغلوا ميله إلى الرئاسة، فاستفادوا من سنه ووجاهته بين فرسان القبائل العربية بمصر، وولوه القيادة على إحدى الفرق الأربع التي خرجت من مصر إلى المدينة، "وقادة الفرق الثلاثة الأخرى: كنانة بن بشر التجيبي، وسودان بن حمران السكوني، وقتيرة السكوني، ورئيسهم الأعلى الغافقي بن حرب العكي"، وكان عبد الرحمن بن عديس في مدة الحصار شديد الوطأة على أمير المؤمنين عثمان وأهل بيته. ثم كانت عاقبته القتل في جبل الجليل بالقرب من حمص، لقيه أحد الأعراب فلما اعترف له بأنه من قتلة عثمان بادر =