للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الشعبي: "كيف لو أدركتم الوليد غزوة وإمارته؟ إن كان ليغزو فينتهي إلى كذا وكذا ... ما قصر، ولا انتقض عليه أحد. حتى عزل عن عمله وعلى الباب "أي الدربند، وراء بحر الخزر في روسيا، وكان من أمنع معاقل الدنيا". عبد الرحمن الباهلي "وهو من أعظم قواد الوليد". وإن كان مما زاد عثمان على يده "أي على يد الوليد" أن رد على كل مملوك بالكوفة من فضول الأموال ثلاثة في كل شهر يتسعون بها من غير أن ينقص مواليهم من أرزاقهم". فهذه ثلاثة في كل شهر يتسعون بها من غير أن ينقص مواليهم من أرزاقهم. فهذه الشهادة من الإمام الشعبي للوليد في جهاده الحربي الظافر، وفي إحسانه لرعيته في معايشهم، تفقأ عيون المبطلين، وتقر أعين الصالحين، وصدق أمير المؤمنين عثمان يوم طيب قلب أخيه المظلوم بقوله: "نقيم الحدود، ويبوء شاهد الزور بالنار". {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} . إلخ.
١٢٢ ومما يؤسف له أن الشيخ محمد أبا زهرة الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القاهرة انساق مع من انساق في أن أسباب الثورة على عثمان رضي الله عنه:
"اشتهاره بحبه لقرابته، وليس في ذلك إثم ولا لوم، ولكنه ولائهم وقربئهم، وكان يستشيرهم في كثير من شئون الدولة، وفيهم من ليس أهل للثقة، وبمقدار الاكثار من استشارتهم لم يكثر من استشارة عليه الصحابة: كعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة وغيرهم" ... المذاهب الإسلامية صـ ٤٣.
نستدرك على عبارة الأستاذ أبي زهرة ما يلي:
أولا: ليس في تولية الأقارب إثم ولوم ما داموا أكفاء مخلصين، فقد ولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن عمه عليًّا بن أبي طالب على الأخماس باليمن والقضاء بها، كما ولى كثير من رجال بني أمية المناصب الهامة، وهم يمتنون إليه بالقرابة "راجع جوامع السيرة لابن حزم"، وكذلك فعل علي بن أبي طالب لما ولي الخلافة، فكان من ولاته عبد الله بن عباس، وقثم بن عباس، وثمامة بن عباس..
ثانيا: كنا نتمنى من الأستاذ أبي زهرة أن يذكر لنا مثالًا من أقرباء عثمان رضي الله عنه الذين ليسوا أهلًا للثقة كما زعم، كما تقدم معنا.
ولعله يقصد بذلك مروان بن الحكم، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي قال عنه صـ ٤٤: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أباح دمه إذ ارتد بعد إيمان، وقد ولاه بعد عمرو بن العاص"....
أما مروان فقد تحدث عنه مؤلف العواصم ما فيه الكفاية ...
وأما عبد الله بن سعد فقد ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج

<<  <   >  >>