١٢٢ ومما يؤسف له أن الشيخ محمد أبا زهرة الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القاهرة انساق مع من انساق في أن أسباب الثورة على عثمان رضي الله عنه: "اشتهاره بحبه لقرابته، وليس في ذلك إثم ولا لوم، ولكنه ولائهم وقربئهم، وكان يستشيرهم في كثير من شئون الدولة، وفيهم من ليس أهل للثقة، وبمقدار الاكثار من استشارتهم لم يكثر من استشارة عليه الصحابة: كعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة وغيرهم" ... المذاهب الإسلامية صـ ٤٣. نستدرك على عبارة الأستاذ أبي زهرة ما يلي: أولا: ليس في تولية الأقارب إثم ولوم ما داموا أكفاء مخلصين، فقد ولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن عمه عليًّا بن أبي طالب على الأخماس باليمن والقضاء بها، كما ولى كثير من رجال بني أمية المناصب الهامة، وهم يمتنون إليه بالقرابة "راجع جوامع السيرة لابن حزم"، وكذلك فعل علي بن أبي طالب لما ولي الخلافة، فكان من ولاته عبد الله بن عباس، وقثم بن عباس، وثمامة بن عباس.. ثانيا: كنا نتمنى من الأستاذ أبي زهرة أن يذكر لنا مثالًا من أقرباء عثمان رضي الله عنه الذين ليسوا أهلًا للثقة كما زعم، كما تقدم معنا. ولعله يقصد بذلك مروان بن الحكم، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي قال عنه صـ ٤٤: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أباح دمه إذ ارتد بعد إيمان، وقد ولاه بعد عمرو بن العاص".... أما مروان فقد تحدث عنه مؤلف العواصم ما فيه الكفاية ... وأما عبد الله بن سعد فقد ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج