للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو كان بهم قوة أو أووا إلى ركن شديد لما مكنوا أحدًا أن يراه منهم ولا يداخله، وإنما كانوا نظارة، فلو قام في وجوههم الحسن والحسين وعبد الله بن عمر وعبد الله ابن الزبير ما جسروا، ولو قتلوهم ما بقي على الأرض منهم حي.

ولكن عثمان سلَّم نفسه، فتُرك ورأيه، وهي مسألة اجتهاد كما قدمنا.

وأي كلام كان يكون لعلي [لو كتبت عنده البيعة] ٢٨٤ وحضر عنده ولي عثمان وقال الخليفة "له: يا أيها" [وما] ٢٨٥ تمالأ عليه ألف نسمة حتى قتلوه، وهم معلومون، ماذا كان يقول إلا: أثبت، وخذ. وفي يوم كان يثبت، إلا أن يثبتوا هم أن عثمان كان مستحقًّا للقتل٢٨٦.

وتالله لتعلمن يا معشر المسلمين أنه ما كان يثبت على عثمان ظلم أبدًا، وكان يكون الوقت أمكن للطلب، وأرفق في الحال، وأيسر وصولًا إلى المطلوب٢٨٧.


٢٨٤ غير الشيخ محب هذه العبارة فكتب "لما تمت له البيعة"، ولم يشر إلى ذلك، وهو مخالف للنص في جميع النسخ "صـ ١٦٧"، وهذا أدلى إلى تغيير المعنى الذي قصد إليه المؤلف. "س".
٢٨٥ غير الشيخ محب الدين النص هنا أيضًا هكذا "وقال له: إن الخليفة قد تمالأ عليه ... "وهو مخالف لجميع النسخ المخطوطة ومؤدٍ إلى تغيير في المعنى. "س".
٢٨٦المؤلف معترف بأن الإثبات كان في متناول اليد؛ لأن الجريمة مشهودة، والمجرمون أعلنوا فيها فجورهم، فلم يتكتموا، ولكن كيف يكون التنفيذ، ومن الذي يقوم به ومدينة الرسول مسكتينة تحت وطأة الإرهاب؟ ومن ذا الذي يضمن لعلي حياته إذا أصدر هذا الحكم؟ أليس هؤلاء هم الذين تداولوا في قتله لما عقدوا مؤتمرهم في ذي قار بعد خطبة علي التي ألقاها على الغرائر قبيل مسيره إلى البصرة؟ "الطبري ١٦٥:٥" ألم يسخط الأشتر على أمير المؤمنين علي بعد وقعة الجمل؛ لأنه ولى ابن عمه عبد الله بن عباس على البصرة، ولم يولها الأشتر، ففارقه غاضبًا، ولحق به علي فتلافى ما يكون منه من الشر "الطبري ١٩٤:٥"، والخوارج على علي ألم ينبتوا من هذه النواة؟ ولما قتل علي ألم يقتل بمثل السلاح الذي قتل به عثمان؟ "خ".
٢٨٧ كان يكون الوقت أمكن الطالب لو وجدت في المدينة القوة التي كان يتمناها عثمان، ويقال إن قوة من جند الشام كانت خرجت من دمشق قاصدة المدينة، فلما جاءها خبر شهادة أمير المؤمنين عثمان رجعت من
=

<<  <   >  >>