للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلى الله عليه وآله وسلم٣٥٨، ٣٥٩.

وهذه الأحاديث جبال في البيان، وحبال في التسبب إلى الحق لمن وفقه الله. ولو لم يكن معكم- أيها السنية- إلا قوله تعالى: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} ٣٦٠ [التوبة:٤٠] فجعلها ٣٦١ في نصيف وجعل أبا بكر في نصيف آخر وقام معه جميع الصحابة.

وإذا تبصرتم هذه الحقائق فليس يخفى منها حال الخلفاء في خلالهم وولايتهم وترتيبهم خصوصا وعموما. وقد قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [النور:٥٥] . وإذا لم ينفذ هذا الوعد في الخلفاء فلمن ينفذ؟ وإذا لم يكن فيهم ففيمن يكون؟ والدليل على انعقاد الإجماع أنه لم يتقدمهم في الفضيلة أحد إلى يومنا هذا، وما بعدهم مختلف فيه، وأولئك مقطوع بهم، متيقن إمامتهم، ثابت نفوذ وعد الله لهم. فإنهم ذبواعن حوزة المسلمين وقاموا بسياسة الدين.

قال علماؤنا: ومن بعدهم تبع لهم من الأئمة الذين هم أركان الملة،


٣٥٨ في كتاب السنة من سنن أبي داود ك ٣٩ ب٨ ح٤٦٣٤ من حديث أبي بكرة. وفي كتاب الرؤيا من جامع الترمذي الباب١٠ من حديث أبي بكرة أيضا. وانظر في مسند أحمد ٢٥٩:٥ الطبعة الأولى حديث أبي أمامة عن رجحان كفة أبي بكر بكفة فيها جميع الأمة ... إلخ. خ.
٣٥٩ قال محقق الطحاوية هذا الحديث صحيح من طريقين، وفي أحد الطريقين زيادة: خلافة نبوة، ثم يؤتى الله الملك من يشاء فيها علي بن يزيد، وهو ابن جدعان، وفيه ضعف. م.
٣٦٠ أنه على الرغم من ثناء الله سبحانه على أبي بكر رضي الله عنه في هذه الآية، يؤولها بعض أعاء الإسلام ويحرفون معناها، بأسلوبك يضحك الثكلى ويترفع عنه حتى المجانين لتكون ذما لا مدحا لأبي بكر رضي الله عنه فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!.م.
٣٦١ أي الأمة. خ.

<<  <   >  >>