واستهدف معاوية من وراء ذلك إعطاء ابنه فرصة يعلي فيها من ذكره واسمه في ميدان الجهاد ضد البيزنطيين، وليرد بذلك على الأشخاص الذين أبدوا امتعاضهم من يزيد والمحاولات التي بذلها أبوه لأخذ البيعة له بالخلافة من بعده، إذ صورت الدعايات المعادية لبني أمية شخصية يزيد بحبها للمجون والخلاعة، وعدم أهليتها لتصريف شئون المسلمين. ومن ثم كان ميدان القسطنطينية خير مجال يدحض فيه يزيد افتراءات منافسيه وأعدائه ويعلن عن مواهبه الحربية ما اتصف به من شجاعة وإقدام. وعلى ضفاف البوسفور انضم يزيد إلى القوات، وعبر مياه هذا المضيق إلى الشاطيء الأوروبي وحقق لجنده سبقهم على أقرانهم من جند الإسلام في مشاهدة القسطنطينة، وا لوقوف أمامها، يدقونها بآلاتهم الحربية ويعملون على تخريبها أو إحداث ثغرات فيها. وأظهر يزيد في هذا الحصار من ضروب الشجاعة والبسالة ما أكسبه لقب: فتى العرب ودونت المراجع سيرته وأعماله في هذا النضال. وأشاد الدكتور إبراهيم بمعاوية رضى الله عنه فقال: باستيلاء المسلمين على الشام ومصر، فتحت صفحة جديدة في تاريخ البحر المتوسط دون سطورها الأولى معاوية بن أبي سفيان بمداد الجهاد وملأ بأخبار عظمة الأول في رسم سياسة المسلمين إزاء البحر المتوسط منذ زمن مبكر، وحل المشكلة البحرية التي اعترضتهم. م. ٤١٦ وكتبها الشيخ محب الخطيب ما قصه المؤرخون عن وهب!!.س. ٤١٧ شباب قريش المعاصرون ليزيد - ممن يحدثون أنفسهم بولاية الأمر لبعض الاعتبارات التي عرفونها لأنفسهم - كثيرون جدا، حتى سعيد بن عثمان بن عفان ومن هم دون سعيد كان يطمعون بولاية الأمر من بعد معاوية. ومبدأ الشورى في انتخار الخليفة أفضل بكثير من مبدأ ولاية العهد. لكن معاوية كان يعمل بينه وبين نفسه أن فتح باب الشورى في انتخاب من يخلفه سيحدث في الأمة افسلامية مجزرة لا ترقأ فيها الدماء إلا بفناء كل ذي أهلية في قريش لولاية شء من أمور هذه الأمة. ومعاوة أحصف من أن يخفى عليه أن المزايا موزعة بين هؤلاء الشباب القرشيين، فإذا امتاز أحدهم بشيء منها على أضرابه ولداته، فإن فيهم من يمتاز عليه بشيء آخر منها. غير أن يزيد- مع مشاركته =