حسبهم شرفا وفخرا أنهم جعلوا السنة نبراسا لهم فكانوا هداة مهديين وغدوا مصابيح الهدى. نقلا عن مجلة التمدن الإسلامي مجلد ٣٣ ٩-١٢ ص ١٩١-١٩٢. قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وقد كانوا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، قال مالك رحمه الله: السنة مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، من تخلف عنها هلك. وهذا حق، فإن سفينة نوح إنم ركبها من صدق المرسلين واتبعهم، وأن من لم يركبها فقد كذب المرسلين. واتابع السنة هو اتباع الرسالة التي جاءت من عند الله، فتابعها بمنزلة من ركب مع نوح في السفينة باطنا وظاهرا والمتخلف عن اتباع الرسالة بمنزلة المتخلف عن اتباع نحو عليه السلام وركوب السفينة معه. وهكذا إذا تدبر المؤمن العالم سائر مقالات الفلاسفة وغيرهم من الأمم التي فيها ضلال وكفر، وجد القرآن والسنة كاشفين لأحوالهم، مبنيين لحقهم، مميزين بين حق ذلك وباطله. والصحابة كانوا أعلم الخلق بذلك، كما كانوا أقوم الخلق بجهاد الكفار والمنافقين، كما قال فيهم عبد الله بن مسعود، من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات- قصد الصحابة- فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلمكانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، واقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بدينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. فتاوى ابن ت يمية ١٣٧/٤-١٣٨. فأخبر عنهم بكمال بر القلوب، وكمال عمق العلم، وهذا قليل في المتأخرين ... وما أحسن ما قاله الإمام أحمد: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. المصدر السابق ص١٥٥. نعود بعد هذا الاستطراد إلى المأمون فنقول: ومع كل الطامات له وقد ذكرنا بعضها فيما سبق، يعقتد بعضهم أن عصره كان عصرا ذهبيا في تاريخ المسلمين، وكم كنا نود أن نتحدث عن محاربته لأهل السنة وتعذيبه لهم وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه، وإكرامه لأصحاب الاعتزال والزنادقة، غير أن المقام لا يتسع لذلك. م. ٥٠١ كبكب: جبل خلف عرفات مشرف عليها. والشعر للأعشى، وتمامه: ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى ... مصارع مظلوم مجررا ومسحبا وتدفن منه الصالحات، وأن يسيء ... يكن ما أساء النار في رأس كوكبا. خ.