للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
عليه وآله وسلم، ومنها شفاعة غيره، ومنها دعاء المؤمنين، ومنها ما يهدي للميت من الثواب والصدقة والعتق، ومنها فتنة القبر، ومنها أهوال القيامة.
وقد ثبت الصحيحن عن النبي صلى الله عليه وىله وسلم أنه قال: "خير القرون القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". وحينئذ فمن جزم في واحد من هؤلاء بأن له ذنبا يدخل به النار قطعا، فهو كاذب مفتر، فإنه لو قال: لا علم له به، لكان معطلا، فكيف إذا قال ما دلت الدلائل الكثيرة على نقيضه؟ فمن تكلم فيما شجر بينهم- وقد نهى الله عنه: من ذمهم أو التعصب لبعضهم بالباطل، فهو ظالم معتد.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "تمرق ما رقة على حين فرقة من المسلمين، تصلهم أولى الطائفتين بالحق" وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال عن الحسن: "أن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".
وفي الصحيحن عن عمار: أنه قال: "تقتله الفئة الباغية" وقد قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} .
فثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف على أنهم مؤمنون مسلمون، وأن علي بن أبي طالب والذين معه كانوا أولى بالحق من الطائفة المقابلة له، والله أعلم. الفتاوى ٤٣٢/٤-٤٣٣.
وما أحسن ما قاله الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: إني لست من حربهم في شيء: يعني أن ما تنازع فيه علي وإخوانه لا أدخل بينهم فيه، لما بينهم من الاجتهاد والتأويل الذي هم أعلى به مني. وليس ذلك من مسائل العلم التي تعنيني حتى أعرف حقيقة حال كل واحد منهم. وأنا مأمور بالاستغفار لهم، وأن يكون قلبي لهم سليما، ومأمور بمحبتهم وموالاتهم، ولهم من السوابق والفضائل ما لا يهدر. م.

<<  <   >  >>