للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
الإسلام، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها، فغلبت أنوارها على نوره. نقل الحافظ ابن كثير في: البداية والنهاية: ١٣٣: ٨ عن الليث بن سعد "وهو إمام مصر وعالمها ورئيسها المتوفى سنة ١٧٥" قال: حدثنا بكير، "وهو ابن عبد الله الأشج المدني المصري المتوفى سنة ١٢٧، قال عنه الإمام النسائي: ثقة ثبت" عن بسر بن سعيد المدني "المتوفى سنة ١٠٠ قال عنه ابن معين: ثقة. وقال عنه الليث بن سعد: كان من العباد المنقطعين، أهل الزهد في الدنيا والورع" أن سعد بن أبي وقاص "أحد العشرة المبشرين المبشرين بالجنة" قال: "ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب" يعني معاوية، وروى ابن كثير أيضًا: ١٣٥: ٨ عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني أحد الأئمة الأعلام الحفاظ "وكان ينسب إلى التشيع"، عن معمر بن راشد أبي عروة البصري ثم اليماني وكان أحد الأعلام، عن همام بن منبه الصنعاني وكان ثقة قال: سمعت ابن عباس يقول: "ما رأيت رجلًا أخلق بالملك من معاوية، وهل يكون الرجل أخلق بالملك إلا أن يكون عادلًا حكيمًا حليمًا، يحسن الدفاع عن ملكه، ويستعين الله في نشر دعوة الله في الممالك الأخرى، ويقوم بالأمانة في الأمة التي ائتمنه الله عليها؟ والذي يكون أخلق الناس بالملك، هل يلام عثمان على توليته؟ ويا عجبًا كيف يلام عثمان على توليته، وقد ولاه من قبله عمر، وتولى لأبي بكر من قبل عمر، وتولى بعض عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن تصير الخلافة إلى أبي بكر وعمر وعثمان، إن المخ الذي يعبث به الشيطان فيسول له مثل هذه الوساوس لا شك أنه مخ فاسد، يفسد على الناس عقولهم ومنطقهم قبل أن يفسد عليهم دينهم وتاريخهم، فمن الواجب على محبي الحق والخير أن يتحاموا كل من يحمل في رأسه مثل هذا المخ كما يتحامون المجذوم، روى الإمام الترمذي عن أبي إدريس الخولاني من كبار علماء التابعين، وأعلم أهل الشام بعد أبي الدرداء أن عمر بن الخطاب لما عزل عمير بن سعد الأنصاري الأوسي عن حمص وولى معاوية، قال الناس: عزل عميرًا وولي معاوية، قال البغوي في معجم الصحابة: وكان عمير يقال له نسيج وحده، قال ابن سيرين: أن عمر كان يسميه بذلك؛ لإعجابه به. وكان عمير من الزهاد فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اللهم اهد به"، ويروى أن الذي شهد هذه الشهادة لمعاوية أمير المؤمنين عمر، فإن كان هو الذي شهدها له، وروى دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية بأن يهدي الله به، فذلك أمر عظيم؛ لعظم مكانة عمر، وإن كان الذي شهد بذلك عمير بن سعد الأنصاري مع أنه هو المعزول بمعاوية عن ولاية حمص، فإن ذلك لا يقل عظمة عما لو كانت الشهادة لمعاوية من عمر، وقد علمت أن عميرًا من أصحاب =

<<  <   >  >>