للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُغالطٍ للمُجادل، وقد نهى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - عن أغلوطات المسائل (١) = نَفَق ذلك على الأغْتام الطَّماطِم، وراج رواج البَهْرج على الغِرِّ العادِم، واغترَّ به بعضُ الأغْمار الأعاجم، حتى ظنُّوا أنَّه من العلم بمنزلة الملزوم من اللازم، ولم يعلموا أنه والعلم المقرِّب من الله (٢) متعاندان متنافيان، كما أنَّه والجهل المركَّب متصاحبان متآخيان (٣).

فلما استبان لبعضهم أنّه كلامٌ ليس له حاصل، لا يقوم بإحقاقِ حقٍّ ولا إبطال باطل= أخَذَ يطلبُ كشفَ مُشكِله وفتحَ مُقفَله، ثم إبانة علله وإيضاح زَلله، وتحقيق خطئه وخلله (٤)؛ حتى يتبيَّن (٥) أنَّ سالكَه يسلك في الجَدَل مسلك اللَّدَد، وينأى عن مسالك (٦) الهدى والرَّشَد، ويتعلَّق من الأصول بأذيالٍ لا توصل إلى حقيقة، ويأخذ من الجدل الصحيح رسومًا يموِّه بها على أهل الطّريقة.

ومع ذلك فلا بدَّ أن يدخل في كلامهم قواعدُ صحيحة، ونُكتٌ من


(١) أخرجه أحمد (٢٣٦٨٨)، وأبو داود (٣٦٥٦)، وغيرهما، من طرق عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصنابحي عن معاوية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث. وفي سنده عبد الله بن سعد مجهول، وضعف الحديث ابن القطان في «بيان الوهم»: (٤/ ٦٦)، وقواه الحافظ في «فتح الباري»: (١٠/ ٤٠٧).
(٢) «من الله» من الأصل فقط.
(٣) (ف): «ومتآخيان».
(٤) بقية النسخ: «وخطله».
(٥) (ف): «تبين».
(٦) (ف، ك): «مسلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>