للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّا إلى الله من خطبٍ غدا مثلًا ... عمَّ الأنامَ بأوجالٍ وإشفاق

كِدنا من الحزن أن نقضي عليك أسًى ... لما برَزْتَ لنا من فوقِ أعناق

لما خرجت بيومِ الدفن في أُمَمٍ ... كأنه كان يومَ الكَشْفِ عن ساق

وقلتُ: مات إمام المسلمين، فيا ... عينُ اذْرفي إن رَعَيتي حفظَ ميثاق

لَهْفي على ناصرٍ للدين وهو إلى الـ ... ـغايات من كلِّ فضل خيرُ سبَّاق

حوى فنون النُّهى، صدقًا بلا كذبٍ ... وحازَ عِلْم الورى في طِيب أخلاق

لهفي على حُجَّةِ الإسلام، كان له ... مناقبٌ حازها في حُسْن أعراق

بحارَ علمٍ حوى في صدره وغدا ... ببحرِ جُودٍ لِوافي المال نفَّاق

يَزْدادُ حُزْني عليه كلَّ آونةٍ ... وليسَ يُطفي لهيبي فيضُ آماق

غاضت بحارُ علوم الدِّين يومَ ثَوى ... ذاك الإمامُ بلحدٍ تحت أطباق

نسعى إلى الدَّفن مشيًا فوق أرجُلنا ... وقلَّ لو كان مشيًا فوق أحداق

يا جامع الفضل قد جفَّ الكتابُ بما ... قد كان من بَسْط آجالٍ وأرزاق

والموتُ بعدك لا يُبْقي على أحدٍ ... لم يبقَ إلا الإله الدائمُ الباقي

تمت (١)، والحمد لله.

* * * *

ومنها لمحمود بن الأثير الحلبي ــ رحمه الله ــ (٢):


(١) (ك): «وهي خمسة عشر بيتًا». وبعده في النسختين (ف، ك) قصيدة لبعضهم.
(٢) (ف، ك): «مرثية في الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله، نظمها رجل اسمه جمال الدين محمود بن الأثير الحلبي، وأرسلها من حلب المحروسة». ولم أقف على ترجمة جمال الدين الحلبي هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>