للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا نظمه العبد الفقير إلى رحمة ربه ومغفرته بدر الدين حسن بن محمد النحوي المارداني (١)، في الشيخ الإمام العالم العلامة (٢) الأوحد، شيخ الإسلام، وقدوة الأنام تقي الدين أحمد ابن تيمية ــ تغمده الله برحمته ورضي عنه ــ:

ألا أيها القلب الذي عدم الصبرا ... أفِقْ طالما جرعت من لوعة صبرا

ويا عبرات الجفن أظهرتِ بالأسى ... لنا عبرًا بالدّمع أسطرها تُقرا (٣)

أيأمن مِنْ خَطْب الليالي مُخَاطبٌ ... وشيمتها في الناس أن تظْهِر الغدرا (٤)

وهل خالد في الدَّهر عمرو وخالد ... لعمرك لا يبقى، ولو أمَّل العمرا

قضى ماجدٌ، ما مثله اليوم واحد ... وأبقى جميل الفعل من بعده ذكرا

دمًا لو بكته دِمْنَةُ الربع والدُّمى ... وأمطرت الشِّعرى العبور لها العبرا

أو اغبرَّ وجهُ الروض (٥) يوم مُصابه ... لقلّ، وجلَّ الخَطْب من فقده قدرا

فتًى ألِفَ المعروف والجود عادة ... تعوَّدها طفلًا، وكان بها أحرى

كأن لم يقل يومًا مقالًا، فتنثني ... إلى قوله الأسماع طائفة قهرا

ولا ظهرَتْ بين الأنام علومُه ... ولا طَرَّزت شامًا ولا جَمَّلت مصرا


(١) لم أقف على ترجمته.
(٢) من (ف)، و (ح): «العامل».
(٣) (ك): «سطرًا»، وفي هامشها نسخة بما هو مثبت.
(٤) (ف): «العذرا»، خطأ.
(٥) غيرها في (ط): «الأرض».

<<  <  ج: ص:  >  >>