للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى أيضًا أنّه تجادل معه (١) كبيرٌ من كبراءِ أهلِ جبل كسروان، له (٢) اطلاع على مذهب الرافضة.

قال: وكان الجدلُ والبحثُ في عصمة الإمام وعدم عصمته، وفي أنّ أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ معصومٌ من الكبائر والصغائر (٣)، في كلِّ قولٍ وفعل ــ هذه (٤) دعوى الجَبَلي ــ وأنَّ الشيخَ حاجَّه في أنَّ العصمة لم تثبُت إلاّ للأنبياء ــ عليهم السلام ــ.

قال: وإنّني قلتُ له: إنَّ عليًّا وعبدالله بن مسعود اختلفا في مسائل وقعت، وفتاوى أفتيا (٥) بها، وأنّ تلك الفتاوى والمسائل عُرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصوَّب فيها قولَ ابنِ مسعود ــ رضي الله عنه ــ.

هذا معنى كلام الشيخ في حديثه عن المجادلة مع الرافضيِّ الجبليِّ، وإن اختلفت العبارة. انتهى ما ذكره.

وكان توجُّه الشيخِ تقيِّ الدِّين إلى الكسروانيين في مُسْتَهَلِّ ذي الحجة من سنة أربعٍ وسبعمائة، وصحبته الأمير قراقوش (٦)، وتوجَّه نائبُ السلطنة


(١) (ف): «مع».
(٢) (ب): «وأنّ له».
(٣) (ك): «الصغائر والكبائر».
(٤) (ف): «كل وقت»، (ف، ك): «وهذه».
(٥) (ف، ك): «أفتى».
(٦) هو: بهاء الدين قراقوش المنصوري. له ترجمة مقتضبة في «أعيان العصر»: (٤/ ١٠٠ - ١٠١) للصفدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>