للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة الشيخ عبد الله ابن تيمية (١) أخي الشيخ]

وفي هذه المدة التي كان الشيخ فيها بالقلعة توفي أخوه الشيخ الإمام (٢) العلامة البارع، الحافظ الزاهد (٣) الورع، جمال الإسلام، شرف الدين أبومحمد عبد الله. توفي يوم الأربعاء الرابع عشر من جمادى الأولى من سنة سبعٍ وعشرين وسبعمائة. وصُلِّيَ عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، وحُمِلَ إلى باب القلعة، فصُلِّيَ عليه مرَّة أخرى، وصلَّى عليه أخوه (٤)، وخَلْق من داخل القلعة، وكان الصوتُ بالتكبير يبلغهم (٥)، وكثر البكاء في تلك الساعة، وكان وقتًا مشهودًا. ثم صُلِّي عليه مرَّةً ثالثة ورابعةً، وحُمِلَ على الرؤوس والأصابع إلى مقبرة الصوفية، فدُفِنَ بها. وحضر جنازتَه جمعٌ كثير، وعالم عظيم، وكثر الثناءُ والتأسُّف [ق ١٣٠] عليه.

وكان ــ رحمه الله ــ صاحب صدق وإخلاص، قانعًا باليسير، شريف النفس، شجاعًا مِقْدامًا مجاهدًا، بارعًا في الفقه، إمامًا في النحو، مستحضرًا لتراجم السلف ووفياتهم، له في ذلك يدٌ طولى، عالمًا بالتواريخ المتقدمة والمتأخرة. وكان ــ رحمه الله ــ شديد الخوف والشَّفقة على أخيه شيخ الإسلام.


(١) توفي سنة (٧٢٧). ترجمته في «أعيان العصر»: (٢/ ٦٩٢)، و «الذيل على طبقات الحنابلة»: (٤/ ٤٧٧)، و «الدرر الكامنة»: (٢/ ٢٦٦).
(٢) «الشيخ» ليست في (ب)، و (ف، ك، ط): زيادة «العالم».
(٣) بعده في (ب): «العابد».
(٤) بقية النسخ: «أخواه».
(٥) (ف، ك، ط): «يبلغهما».

<<  <  ج: ص:  >  >>