للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

واعلموا ــ أيَّدكم الله ــ أنه يجب عليكم أن تشكروا ربَّكم تعالى في هذا العصر، حيثُ جعلكم بين جميع أهل هذا (١) العصر كالشَّامة البيضاء في الحيوان الأسود. لكن من لم يسافر إلى الأقطار، ولم يتعرَّف أحوالَ الناس، لا يدري قَدْر ما هو فيه من العافية. فأنتم إن شاء الله تعالى كما قال الله تعالى في حقِّ هذه الأمة الأُولى (٢): {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠]، وكما قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ... } الآية [الحج: ٤١].

أصبحتم إخواني تحت سَنْجق (٣) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ــ إن شاء الله تعالى ــ مع شيخكم وإمامكم، شيخنا وإمامنا المبدوء بذكره ــ رضي الله عنه ــ قد تميَّزتُم عن جميع أهل الأرض؛ من (٤) فقهائها وفقرائها، وصوفيتها (٥) وعوامها= بالدين الصحيح.

وقد عرفتم ما أحدَثَ الناسُ من الأحداث، في الفقهاء والفقراء، والصوفية والعوام. فأنتم اليوم في مقابلة الجهمية من الفقهاء، نصرتم اللهَ


(١) ليست في (ب).
(٢) «كما قال تعالى» تأخرت في (ف، ك) إلى هذا الموضع. و «الأولى» ليست في (ب).
(٣) السنجق: اللواء أو الراية. وقد سبق.
(٤) ليست في (ف، ك).
(٥) (ف): «وصفويتها» خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>