للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)

قال الشيخ الفقيه أمين الدين عبد الوهاب بن سلّار الشافعي (٢) رضي الله عنه يرثي الشيخ تقي الدين الإمام أحمد ابن تيمية:

كلُّ حيّ له الممات ورودُ ... ليس في [ذي] الدُّنا لمرءٍ خلود

كلّ خِلٍّ مفارق لخليل ... كلّ وصل إلى انفصالٍ (٣) يعود

ليس يبقى إلا إلاه البرايا ... دائم الملك والبقا، لا يبيد

عينُ سحِّي بمدمعٍ ليس يرقا ... وسهادٍ دائمْ والاجفانُ جُودُ (٤)

يالجرح بمهجتي، ليس يبرى ... أو يجودوا بطيفهم، أو يعودوا

هل لما بي من مسعدٍ أو معين ... عزَّ صبري، وفَرْط حُزْني يزيد

ويْكَ نفسي، تعاملي باصطبارٍ ... فالذي قد قضى بهذا مُريد

قد رُزئنا إمامَ عِلْم ودين ... عَدِمَ المثل في الزمان فريد

يالحُزْن عليه، عمَّ البرايا ... يا لنارٍ لها بقلبي وقود

كان شيخَ الإسلام عقلًا ونقلًا ... سَنن البِدْع عنده (٥) مردود

كان في العلم والشجاعة فذًّا ... وهو في الزّهد والعفاف يسود


(١) البسملة من (ك).
(٢) هو: عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم بن السلام أبو محمد الإمام المقرئ (ت ٧٨٢). ذكر قصيدته هذه ابن ناصر الدين. انظر «انباء الغمر»: (٢/ ٢٩)، و «الرد الوافر» (ص ١٩٥).
(٣) (ف): «الفصال».
(٤) البيت في (ف، ك): «دائمًا وأجفان جود» محرف، ولعله ما أثبت.
(٥) في «الرد الوافر»: «باب ذي البدع ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>