للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم بين رئبال الفلاة وثعلبٍ ... كم بين شَغْواءِ (١) البُزاةِ وجُدْجُد

أرِح المَطيَّ، ولا تكن كمحاولٍ ... صيدَ النُّجوم من المياه الرُّكَّد

قد كان شمسًا للصِّحاب مُنيرةً ... بضيائها في كلِّ قُطرٍ نهتدي

واليوم أدْرَكها الكُسُوفُ فأظلمتْ ... طُرُقُ الهدى للسالك المتردِّد

لَهْفي على تلك الشمائل والنَّدَى ... والجودِ والهَدْي القويم الأرشد

هجم الحِمامُ فلا مفرَّ لهاربٍ ... والموتُ في الدُّنيا لنا بالمرصد

ماتَ الصَّديق وماتَ من عاديتَهُ ... وتموتُ أنتَ كمثله وكأنْ قد

وإذا مضى أقرانُ عمرِكَ فانتظِرْ ... في يومِك النَّاعي، وإلّا في غد

لكِنْ لنا عنْ كُلِّ خِلٍّ سَلْوَةٌ ... بِمُصابِ سَيِّدنا النَّبيِّ محمّد

صلى عليه الله ما هَجَرَ الكرى ... جَفْنُ التَّقيِّ القانت المُتهجِّد

تمت (٢)، وعدَّتها ستَّةٌ وخمسون بيتًا.

* * * *

وله ــ أيضًا ــ عفا الله عنهما برحمته (٣):

ما كُفء هذا الرُّزء جَفْنٌ تَسْجُمُ ... أبدًا ولا قلبٌ يذوبُ ويَألمُ


(١) (ف، ك، ط): «شعواء». الرئبال: الأسد. والشغواء العقاب، وسميت بذلك لفضل منقارها الأعلى على الأسفل «اللسان» (شغا). والجدجد: صرّار الليل، وهو قفّاز يشبه الجراد. «الصحاح» (جدجد).
(٢) (ك): «تمت ولله الحمد ... ».
(٣) (ف، ك، ط): «بسم الله الرحمن الرحيم. وأيضًا للدقوقي رحمه الله [ك: تعالى]».

<<  <  ج: ص:  >  >>