للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقدم مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير، فسمع الحديثَ من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليُسْر، وابنِ عَبْدٍ، والشيخ شمس الدين الحنبلي، والقاضي شمس الدين بن عطاءٍ الحنفي، والشيخ جمال الدين ابن الصيرفي، ومجد الدين ابن عساكر، والشيخ جمال الدين البغدادي، والنَّجِيب المِقْداد، [و] ابن أبي الخير، وابن علَاّن، وأبي بكر الهروي (١)، والكمال عبد الرحيم، والفخر عليّ، وابن شيبان، والشرف ابن القوَّاس، وزينب بنت مكِّيّ، وخلقٍ كثير.

وقرأ بنفسه الكثير، وطلبَ الحديث، وكتب الطِّباق والأثبات، ولازمَ السماعَ بنفسه مُدَّة سنين، واشتغل بالعلوم.

وكان ذكيًّا، كثير المحفوظ. فصار إمامًا في التفسير وما يتعلَّق به، عارفًا بالفقه، واختلاف العلماء، والأصلين (٢)، والنحو واللغة، وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية. وما تكلّم معه فاضل في فنٍّ (٣) إلا وظنَّ ذلك (٤) الفنَّ فنَّه، ورآه عارفًا به متقنًا له.

وأمّا الحديث؛ فكان حافظًا له (٥)، مميزًا بين صحيحه وسقيمه، عارفًا برجاله، [متضلِّعًا من ذلك] (٦).


(١) (ب): «القروي». وفي بعض نسخ «البداية والنهاية»: «ابن أبي بكر ... ».
(٢) الأصل: «والأصوليين».
(٣) عند ابن كثير: «في فنّ من الفنون العلمية».
(٤) (ب، ف، ك): «إلا ظن أن ذلك».
(٥) عند ابن كثير: «متنًا وإسنادًا».
(٦) من باقي النسخ وابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>