للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحُمِلَ إلى مقبرة الصوفية، فدُفِنَ إلى جانب أخيه شرف الدين عبد الله (١) ــ رحمهما الله ــ. وكان دفنه وقت العصر أو قبلها بيسير.

وغلّق الناسُ حوانيتهم، ولم يتخلَّف عن الحضور إلا القليل من الناس، أو مَنْ عَجَز للزّحام (٢).

وحضرها نساءٌ كثير (٣) بحيث حُزِرُوا بخمسة عشر ألفًا. وأمّا الرجال فحُزِروا بستين ألفًا وأكثر إلى مائتي ألف. وشَرِبَ جماعةٌ الماء (٤) الذي فضل من غسله. واقتسم جماعةٌ بقيَّة السِّدْر الذي غُسِّل به.

وقيل: إنَّ الطاقية التي كانت على رأسه دُفِعَ فيها خمسمائة درهم. وقيل: إنَّ الخيط الذي فيه الزئبق، الذي كان في عنقه بسبب القمل، دُفِعَ فيه مائة وخمسون درهمًا. وحصل في الجنازة ضجيجٌ وبكاء وتضرُّع. وخُتِمَت له ختمٌ كثيرة بالصالحية والبلد، وتردَّد الناس إلى قبره أيامًا كثيرة (٥) ليلًا ونهارًا، ورُئيت له مناماتٌ كثيرة صالحة، ورثاه جماعةٌ بقصائد جمَّة.

وكان مولده يوم الاثنين عاشر ربيع الأول، بحرَّان، سنة إحدى وستين وستمائة.


(١) وقد توفي سنة (٧٢٧)، انظر ما سبق (ص ٤٣٨).
(٢) ليست في (ب).
(٣) (ف، ك): «كثيرون».
(٤) (ب): «من الماء».
(٥) «أيامًا كثيرة» ليست في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>