للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يثْلب (١) رئيسَ القوم بمثل هذا، فإنَّهم يتطرَّقون بذلك إلى الاشتفاء بأهل الحقِّ ويجعلونه حجَّةً لهم.

المفسدة الثالثة: تعديد المثالب في مقابلة ما يستغرقها ويزيدُ عليها بأضعافٍ كثيرة من المناقب، فإنَّ ذلك ظلمٌ وجهل (٢).

والأمر الثاني ــ من الأمور الموجبة لذلك ــ: تغيُّر حاله وقلبه، وفساد سلوكه بحسدٍ كان كامنًا (٣) فيه، وكان يكتمه بُرهةً من الزّمان، فظهر ذلك الكمين في قالبٍ، صورتُه حقٌّ ومعناه باطل.

فصل

وفي الجملة ــ أيَّدكم الله ــ إذا رأيتم طاعنًا (٤) على صاحبكم، فافتقدوه في عقله أوَّلًا، ثم في فهمه، ثم في صِدْقه، ثم في سنِّه. فإذا وجدتم الاضطراب في عقله، دلَّكم على جهله بصاحبكم، وبما (٥) يقول فيه وعنه. ومثله قلَّة الفهم. ومثله عَدَم الصدق أو قصوره؛ لأنَّ نقصان الفهم يؤدِّي إلى نقصان الصدق بحسب ما غاب عقله عنه (٦). ومثلُه العلوّ في السنِّ،


(١) (ف): «سلب»، (ك): «ثلب».
(٢) (ف): «أو جهل».
(٣) (ب): «بحسد كامن».
(٤) الأصل: «طاغيًا»!
(٥) (ب، ف): «دلكم ذلك على ... »، (ف، ك): «وما يقول ... ».
(٦) (ف): «عنه عقله»، و (ب) سقطت «عنه».

<<  <  ج: ص:  >  >>