للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله ــ أيضًاـ عفا الله عنهما (١):

للهِ عَيشٌ (٢) تقضَّى بالثنيَّاتِ ... مَعْ جيرةٍ لذَّ لي فيهم صَباباتي

ما كان أهْنا زماني في رُبوعهمُ ... والسَّعْدُ يسعى بما فيه إراداتي

والكأسُ تُمْلا (٣) بأنواع السّرور وفي ... قُربِ الأحبَّةِ تَبْدو لي سعاداتي

إذا تجلَّوا على قلبي بِحُسْنهم ... كأنَّنِي في نعيمٍ وسط روضاتي

قد كنتُ في قُربهم والوصل مقترنٌ (٤) ... لم يَخْطر الصَّدُّ والهِجْرانُ في ذاتي

واليومَ أصبحتُ أبكي بعد بُعْدِهمُ ... لمَّا تناءوا نأتْ عنِّي مسرَّاتي

وغابَ مُذ غاب عن عيني جمالهمُ ... راحي ورُوحي ورَيحاني وراحاتي

ولا صفا بعدَهم عيشي بمَنْهلةٍ ... ومُذْ تولّوا تولى طِيبُ لذَّاتي

يا سادةً ملكوا قلبي بِلُطْفهمُ ... ما ضرَّهم لو أعادوا لي أُوَيقاتي

فهم مُرادي وهم سُؤْلي وهم أملي ... وهم نهايةُ مقصودي وغاياتي

وهم سروري وهم سمعي وهم بصري ... وهم نعيمي وروضاتي وجنَّاتي

وهم حياتي وهم أُنسي وهم شَرَفي ... وذِكْرُهُم لم يزل في القلب جَلْواتي (٥)

لما سروا وفؤادي في هوادجهم ... ناديتُ من حُرَقي: يا عُظْمَ لوعاتي


(١) (ف، ك، ط): «وله أيضًا رحمه الله يرثي شيخ الإسلام ابن تيمية مرة أخرى».
(٢) (ف، ك، ط): «عيشًا».
(٣) في الأصول: «يُجْلى» تصحيف والصواب ما أثبت.
(٤) (ك، ط): «مقترني».
(٥) بعده في (ف، ك، ط):
لَهْفي على زمنٍ ولّى وما ظَفِرت ... روحي بما تَرْتجي يوم الأُثيلاتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>