للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما لهما لا يَبْكيان لفقدِ مَنْ ... عن الله لم يشغَلْه في الكون قاطع (١)

ولو بكت الدنيا، وما كان حقَّها ... فواحِدَها قد كان، والشملُ جامع

وقد أصبحت ثَكْلى تُعَزَّى بفقده ... ومِنْ بعده هانت عليها الفجائع (٢)

ولولا ابتغاءُ الأجر كان اصْطبارُنا الـ ... ـجميل قبيحًا، إنما الصبرُ نافع (٣)

* * * *

ومنها لصاحبنا برهان الدين إبراهيم ولد شهاب الدين المتقدِّم ذكره. رحمهما الله تعالى (٤):


(١) (ف، ك): «لم يقطعه».
(٢) الأصل: «هافت»، (ط): «هالت».
(٣) بعده في (ف، ك) عدة أبيات ليست في الأصل، وهذه هي:
ومنبره لولا غزارة وعظه ... عليه قديمًا حرَّقته المدامعُ
وما زال في حقّ ابن تيميَة الفتى الـ ... إمامِ تقيِّ الدين أحمدَ ضائعُ
أما كان شمسًا في المطالع يُجْتلى ... فعادت عليه فاختبته المطالعُ
وشامة خدّ الشام قد كان علمه الشـ ... ريف على الخدِّ المكرّم طابعُ
ونجمُ هدى للسالكين إذا سروا ... وبدرٌ منير في الدياجيِّ طالعُ
قد غابَ غابَ البدرُ عنه ولم يَشِم ... لشائمه بَرْق على الشام لامعُ
ولا افترَّ ثغرُ الشام من فَرْط حُزنه ... على من عليه مَدْمَع العين هامعُ
وبدر الدُّجى إن غاب لم تُشْرِق الدُّنا ... ولو أشرقت فيها النجومُ الطوالعُ
(٤) في (ف، ك): «[ك: مرثاة] للشيخ برهان الدين إبراهيم بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد [الكريم] الكرست العجمي يرثي الشيخ تقي الدين ابن تيمية في جمادى الآخرة سنة ٧٣٥، ومولده في أوائل سنة ٩٧، وتوفي في رمضان سنة ٧٣٥».

وقد سبق في (ف، ك) نسبة القصيدة السابقة لإبراهيم بن أحمد هذا، وواضح أنه من أقران المؤلف وإن لم أعثر على مَن ترجمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>