للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكى عليه مصلَّاه ومنبره ... وفي الخدور بكته أعْين الحُرُم

والأرضُ تبكي عليه والسماءُ كذا ... قد جاء عن سيِّد الأعَرابِ والعَجَم

لأنَّه العالم الحبر الذي أبدًا ... تُتلى مناقبه جهرًا بكلِّ فم

هذا هو المجد حُقَّ الافتخارُ به ... لا بالتكاثر بالأموال والحَشَم

يا جنّةَ الخُلْدِ وافيهِ مُزَخرفةً ... وأنتِ يا نار أشواق الورى اضطرمي

ويا شموس العُلى غيبي لغيبته ... ويا مباني المعالي بَعْدَه انهدمي

قد صار دَرْسيَ ذكراه أكرِّره ... وصِرْتُ فيه مُعيدَ الدَّرس للفهم

ولي على ذاك معلومٌ أعيشُ به ... أنْ قد جُعِلت له من جملةِ الخَدَم

فأعظمَ الله أجرَ الفاقدين له ... الواجدين ذوي الإخلاص كلّهم

وأكرم الله مثواه وموضعه ... بوابلٍ من سحاب الجود والكرم

والله يجمع في دار النعيم به ... قومًا يحبونه في الله ربِّهم

تمت، وهي أربعة وثلاثون بيتًا.

* * * *

وله أيضًا (١):

صبرًا جميلًا فالمصابُ كبير ... كادت جبال الأرض منه تمورُ

وجسيمُ خَطْبٍ قد عَرى كلَّ الورى ... فُقِد الضياء وأظلمَ الدّيجورُ

وانهدَّ ركنُ فضائل وفواضلٍ ... فعليهما ركنُ الأسى معمورُ

وعلى تقيِّ الدين أحزانُ الورى ... لسحائب الدمع الغزير تُثيرُ


(١) هذه القصيدة أيضًا من الأصل فقط. وهي في «الكواكب الدرية» (ص ٢٠٤ ــ ٢٠٦) مع زيادة بيتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>