للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنّه يعسوبُ نَحْلٍ نحوه ... حيًّا وميتًا للنُّفوس نظارُ (١)

مَلأتْ مَحاسنُه البلادَ، ونوَّهت ... بحديثِ مُعْجزِ فَضْلِه الأمصارُ

وجرى بأفواه الأنام ثناؤه ... فالأرضُ روضةُ ذِكْره المِعْطارُ

يَفنَى الزَّمانُ ويَنْقضي وبأحمدٍ ... وحديثِه تتحدَّثُ السُّمَّار

فأحلَّه الرحمنُ دارَ أمانِهِ ... ليزولَ من خوفٍ عليه حِذَارُ

وحباه ظلًّا ضافيًا (٢) في جَنةٍ ... فيحاءَ، تَجْري تحتَها الأنهارُ

* * * *

وله أيضًا عفا الله عنهما برحمته (٣):

لِمُصابِ البرِّ التَّقيِّ الإمام ... كُلُّ دَمْعٍ من الورى في انْسِجام

والبَواكي لهم عليه نُواحٌ ... كفقيداتِ صادِحاتِ الحَمام

مات يوم الاثنين، والسِّرُّ فيه ... غيرُ خافٍ على ذوي الأفهام

مَوتةً عَظَّم المُهيمِنُ فيها ... قَدْرَهُ في عُموم جمعِ الأنام

حفَّه الناسُ أجمعون رجالًا ... ونساءً، سَعْيًا على الأقدام

ومشوا تحت نَعْشِه، وهو مِنْ فَوْ ... قِ رُؤوسِ الأعيان والحُكَّامِ (٤)


(١) (ف، ك، ط): «مطار».
(٢) الأصل: «صافيًا»، و (ف): «طلا ضافيًّا».
(٣) (ف، ك، ط): «تمت وهي ثلاثة وأربعون بيتًا. وله أيضًا يرثي شيخ الإسلام رضي الله عنه».
(٤) (ف، ك): «والأحكام»، وفي هامش (ك): «لعله الحكام» وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>