للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله الشعورُ بكلِّ علمٍ نافعٍ ... عقلًا ونقلًا، في الأنام شعارُ

وله التزهّد، والتعبُّد، والتقى ... ما بين أرباب الدُّثور دِثارُ

[ق ١٤١] وله إذا فَخَر الفَخَور بزينة الد ... نيا بتشعيث (١) الحياة فَخارُ

ولأشرف الأشياء علمٌ نافعٌ ... لا دِرْهَمٌ يُقْنى (٢)، ولا دِينارُ

إن أظْلَمت سُبلُ النُّهى لِسُكونه ... فلِذِكْره في الخافِقَين منارُ

ولقد علا الإسلامَ جَلُّ مُصابِه ... لكنها لا تُدْفَعُ الأقدارُ

لو كانَ في الدنيا يدومُ مُخلَّدًا ... بَشَرٌ، لخُلِّد أحمدُ المُخْتارُ

ولكُلِّ حيٍّ خَلْع ثوبِ حياتِهِ ... علمًا بأنْ ثوبُ الحياةِ مُعارُ

فيمَ (٣) النَّجاةُ؟ وكلُّ حَيٍّ ميِّتٌ ... إلّا الإلهُ الواحِدُ القهَّارُ

ولقد أَسِفْتُ على فراقي أحمدا ... إذْ ليس لي قُضِيَت به الأوطارُ

لو كان يُفْدَى هان عند فدائه الـ ... أموالُ، والأولاد، والأعمارُ

قد كان مغناطيسَ أفئدةِ الوَرَى ... أُنْسًا، ولكنْ في القليلِ نِفارُ (٤)

ما كنتُ أحْسِبُ أنَّ يومَ وفاتِه ... يَبْدو المَصونُ وتُهْتَك الأستارُ

بَكَرَ النِّساءُ (٥) من السُّتور ثواكلًا ... ومن الخدور النُّهَّدُ الأبكارُ

والناسُ أمثالُ الجرادِ، لهم على الـ ... ـتَّابُوتِ منهُ تهافتٌ ودُوارُ


(١) (ف، ك، ط): «بتشعيب».
(٢) (ك، ط): «يغني»، (ف): «يفنى».
(٣) (ف): «فبما».
(٤) في هامش الأصل إشارة إلى نسخة: «وفيما قل عنه نفارُ».
(٥) ضبطها في الأصل: «بِكر النساءِ».

<<  <  ج: ص:  >  >>