للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها للشيخ الأديب مُجير الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن محمد البغدادي ثم الدمشقي الخيَّاط رحمه الله (١):

خَشَعتْ لهيبةِ نَعْشكَ الأبصارُ ... لمَّا عليهِ تبدَّت الأنوارُ (٢)

وبه الملائكةُ الكرامُ تطوَّفتْ (٣) ... زُمَرًا، وحَفَّت حَولَهُ الأبرارُ

فكساهُ رَبُّ العرشِ نورًا ساطِعًا ... فكأنَّما غَشِيَ النَّهارَ نهارُ

ولأمّةِ الإسلام حَولَ سَريرهِ ... سامٍ إلى ربِّ السماء جُؤارُ (٤)

ولهم دُموعٌ من خُشوعِ نفوسِهم ... وخُضوعِها (٥) فوقَ الخُدودِ غِزارُ

وسَرَوا به فوق الإران (٦)، وتحتَه ... منهمْ يمينُ أنامل ويسارُ

ولرحمةِ الرحمن ظِلٌّ سَجْسَجٌ (٧) ... يغشاهُمُ، وسكينةٌ ووقارُ

فَلَكَمْ عيونٍ مِنْ تَموُّج مائها ... حُزْنًا تأجَّجَ في الجوانِح نارُ


(١) (ف، ك): «من قصائد الشيخ مجير الدين أحمد بن الحسن بن محمد الخيّاط الجوخي الدمشقي، مرثية في الشيخ رحمه الله تعالى». والخياط توفي سنة (٧٣٥)، وترجمته في «أعيان العصر»: (١/ ٢١١)، و «الدرر الكامنة»: (١/ ١٢٢). وله ديوان شعر في عدة مجلدات.
(٢) البيت ليس في (ف).
(٣) (ف): «تطوقت».
(٤) الأصل: «خوار».
(٥) (ف، ك، ط): «ودموعها».
(٦) الإران: النّعْش.
(٧) هو المعتدل الذي لا حرّ فيه ولا قرّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>