للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الورقة كتبها الشيخ وأرسلها (١) بعد خروج الكُتُب من عنده بأكثر من ثلاثة أشهر، في شهر شوال، قبل وفاته بنحو شهرٍ ونصف.

ولمَّا أُخرِج ما عندَه من الكتب والأوراق، حُمِلَ إلى القاضي علاء الدين القونوي، وجُعل تحت يده في المدرسة العادلية (٢).

وأقبل الشيخُ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والذِّكْر والتهجُّد حتى أتاه اليقين.

وختم القرآن مدَّة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة. انتهى في آخر ختمةٍ إلى آخر (اقتربت) (٣): {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: ٥٤ ــ ٥٥]. ثم كُملت عليه بعد وفاته وهو مُسجًّى (٤).

كان كلَّ يوم يقرأ ثلاثةَ أجزاء، يختم (٥) في عشرة أيام. هكذا أخبرني أخوه زينُ الدين.

وكانت مُدَّة مرضه بضعةً وعشرين يومًا، وأكثرُ الناس ما علموا بمرضه، فلم يفجأ الخلقَ إلا نعيُه (٦)، فاشتدَّ التأسُّفُ عليه، وكَثُر البكاءُ والحزن،


(١) ليست في (ب).
(٢) انظر ما سبق في تفصيل ما آلت إليه الكتب (ص ٤١).
(٣) (ف، ك، ط): «اقتربت الساعة».
(٤) الذي في «اختيارات شيخ الإسلام» (ص ١٤٦) أن القراءة على الميت بدعة، ولا ينتفع بها بعد موته، بخلاف القراءة على المحتضر.
(٥) (ف): «ويختم».
(٦) الأصل: «بغتة». والمثبت من المصادر، وانظر «الدرة اليتيمية ــ تكملة الجامع» (ص ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>