للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عودة الشيخ إلى الشام]

ثم إنَّه توجَّه إلى الشام صحبةَ الجيش المصري قاصدًا الغزاة (١). فلما وصل معهم إلى عسقلان توجَّه (٢) إلى بيت المقدس، وتوجَّه منه إلى دمشق، وجعل طريقَه على عَجْلون وبعض بلاد السَّواد وزُرَعَ.

ووصل إلى دمشق (٣) في أول يومٍ من شهر ذي القَعْدة سنة (٤) اثنتي عشرة وسبعمائة، ومعه أخواه وجماعةٌ من أصحابه. وخرَجَ خلقٌ كثير لتلقِّيه، وسُرُّوا سرورًا عظيمًا بمقدَمه وسلامته وعافيته.

وكان مجموع غَيبته عن دمشق سبعَ سنين وسبعَ جُمَع.

وقد توفي في أثناء غيبة الشيخ عن دمشق غيرُ واحدٍ من كبار أصحابه وساداتهم.

منهم: الشيخُ الإمامُ القدوة الزاهد العابد (٥) العارف عمادُ الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي، المعروف بابنِ شيخِ الحزَّامين (٦). توفي يوم السبت السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر من


(١) (ف): «القراه». (ك): «الفُراة» كلاهما تحريف.
(٢) (ب): «توجّه الشيخ».
(٣) «وجعل ... دمشق» سقط من (ف).
(٤) (ف، ك): «من سنة».
(٥) ليست في (ف، ك).
(٦) الأصول: «الحزاميين». وصوابه ما أثبت. انظر «توضيح المشتبه»: (٣/ ١٦٥) لابن ناصر الدين. وترجمته في «معجم الشيوخ»: (١/ ٢٩ - ٣٠) للذهبي، و «المقتفى»: (٤/ ١٩ - ٢٠) للبرزالي، و «أعيان العصر»: (١١/ ١٥٣ - ١٥٤) للصفدي. وله مصنفات ورسائل عديدة تزيد على الخمسين، وقد اعتنى بها الأستاذ البحّاثة أبو الفضل القونوي يسّر الله طباعتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>