للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتبَ إليَّ المقاتلي (١) يذكُرُ أنَّ ذلك وقعَ من فقيهٍ (٢) بمصر، يُعْرف بالبكري (٣)، حصل منه إساءة أدب، ثم بعد ذلك طُلِبَ وتُودر (٤)، وشَفَعَ فيه جماعةٌ، والشيخُ ما تكلَّم ولا اشتكى، ولو حصل منه شكوى أُهِيْن ذاك (٥) غاية الإهانة، لكن قال: أنا ما أنتصرُ لنفسي.

وأقام الشيخُ بعد هذا مدةً بالديار المصرية.


(١) هو: عثمان بن بلبان فخر الدين الرومي المقاتلي الدمشقي (ت ٧١٧) من أقران الذهبي ذكره في «معجم شيوخه»: (١/ ٤٣٣). وانظر «الدرر الكامنة»: (٢/ ٤٣٩).
(٢) «من فقيه» سقطت من (ف).
(٣) تحرفت في (ف، ك، ط): «بالمبدي». والبكري هو: علي بن يعقوب بن جبريل البكري نور الدين أبو الحسن المصري الشافعي (ت ٧٢٤)، له رد على شيخ الإسلام في مسألة الاستغاثة، قال ابن كثير: «وما مثاله إلا مثال ساقية ضعيفة كَدِرة لاطمت بحرًا عظيمًا صافيًا، أو رملة أرادت زوال جبل. وقد أضحك العقلاء عليه». وقد ردّ عليه شيخ الإسلام في كتابه المعروف بـ «الرد على البكري» ويعرف بـ «الاستغاثة». وقد وقعت له حادثة أخرى مع السلطان همّ فيها بقتله. انظر «الدرر الكامنة»: (٣/ ١٣٩ - ١٤١)، و «البداية والنهاية»: (١٨/ ٢٤٦ - ٢٤٧).
(٤) هكذا في الأصل و (ب)، وفي (ف): «وتورّد»، و (ك، ط، والمقتفى): «وتودّد». ووجه ما في الأصل أنها من (ودَر) يقال: ودره توديرًا إذا أوقعه في مهلكة، ويقال: وُدِّر فلان إذا غُيِّب، وودّره الأمير وأمر به أن يودّر، إذا غرَّبه وطرده عن البلد. انظر «أساس البلاغة»: (ودر)، و «التاج»: (٧/ ٥٨٧). واقترح د. الإصلاحي أن تكون محرفة عن «نودي عليه» وسقطت «عليه».
(٥) (ف): «أهين على ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>