للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم في شيخ الإسلام ــ رحمه الله ورضي عنه وجعل الجنة مأواه ــ:

دموعي على صحن الخدود تسيلُ ... وصبري قصير والغرام طويل

على فَقْد مَنْ قد كان للدين ناصحًا ... وكافح أهلَ الشرك وهو فضيل

لفقد تقيّ الدين ضاقت مذاهبي ... وفي كبدي نار الفِراق تجول

إمامٌ كريم، كان لله عابدًا ... وفي زهده شرحٌ هناك يطول

وقد كان للإسلام كهفًا ومسعدًا ... إذا ما أصاب المسلمين نزول

وكان على حكم المهيمن صابرًا ... وفي كلّ ما يُلْقى إليه حَمُول

بشرع رسول الله قد كان قائمًا ... وعن سنة الرحمن ليس يحول

وجاهد في الرحمن حقَّ جهاده ... وكان له صبر عليه جميل

لقد بكت الدنيا حقيقًا لفقده ... ويبكيه علمٌ نافعٌ وأصول

وفي أرض مصر يالها من عجائب ... لديه جرت، وهو الصبور الحمول

ألا يوم الاثنين الذي كان قبضُه ... ففيه عزاء المسلمين جزيل

وفي سجنه يتلو ثمانين خَتمةً ... قراءةَ ترتيل وقصد سبيل

وفي موته دقّت بشائر رحمةٍ ... أتاه من المولى رضًى وقبول

وسار إلى ربٍّ قديم مهيمن ... عظيم كريم ليس ذاك قليل

عليه سلام الله ما لاح بارقٌ ... وما سار غيث بالسماء هطول

* * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>