للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهامًا، وزعموا أنه خالف طريقتهم وفَرَّق فريقهم، فنازعهم ونازعوه، وقاطع بعضَهم وقاطعوه.

ثم نازعَ طائفةً أخرى ينتسبون من الفقر إلى طريقة، ويزعمون أنهم على أدقِّ باطن منها وأجلى حقيقة، فكشف تلك الطرائق، وذَكَر لها على ما زعم بوائق، فآضت (١) إلى الطائفة الأولى من مُنازعيه، واستعانت بذوي الضِّغْن (٢) عليه من مقاطعيه، فوصلوا بالأمراء أمره، وأَعْمَل كلٌّ منهم في كُفره فِكْره (٣)، فكتبوا (٤) محاضر، وألَّبوا الرُّويبضة للسعي بها بين الأكابر، وَسَعوا في نقله إلى حضرة المملكة بالديار المصرية، فنُقِل وأُودِعَ السجن ساعةَ حضوره واعْتُقِل، وعقدوا لإراقة دمه مجالس، وحشدوا لذلك قومًا من عُمَّار الزوايا (٥) وسُكَّان المدارس؛ من مُجامل (٦) في المنازعة مخاتل بالمخادعة، ومن مجاهر بالتكفير مبارز بالمقاطعة، يسومونه ريب المنون، وربُّك يعلم ما تُكِنّ صدورهم وما يعلنون (٧). وليس المجاهر بكفره بأسوأ حالًا من المخاتل.


(١) (ب): «فأفضت». آض أي: صار.
(٢) (ف، ك): «الظعن».
(٣) الأصل: «في كفرةً فكفره» تحريف.
(٤) (ب): «فرتبوا».
(٥) (ف) زيادة في: «سكان الزوايا».
(٦) الأصل، و (ك): «محامل».
(٧) اقتباس من الآية ٦٩ سورة القصص.

<<  <  ج: ص:  >  >>