للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بيني وبينه صُحْبة ومودَّة (١) من الصِّغَر، وسماع الحديث والطَّلب من نحو خمسين سنة. وله فضائل كثيرة.

وأسماء مصنفاته، وسيرته، وما جرى بينه وبين الفقهاء والدولة، وحبسُه مرات، وأحوالُه= لا يحتمل ذكر جميعها هذا الكتاب.

ولما مات كنت غائبًا عن دمشق بطريق الحجاز الشريف، وبلغنا خبره بعد موته بأكثر من خمسين يومًا لما وصلنا إلى تبوك، وحصل التأسُّف لفقده ــ رحمه الله تعالى ــ.

***

قلتُ: وقد قيل: إنَّ الخلق الذين حضروا جنازَة الشيخ كانوا أزْيد مما ذُكِر (٢).

ومن الجنائز العظيمة في الإسلام: جنازة الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فإنَّ الذين حضروه، وصلوا عليه، كانوا أكثر من ألف ألف إنسان (٣).


(١) (ف، ك، ط): «مودّة وصُحبة». والقائل هو الحافظ علم الدين البرزالي (ت ٧٣٩) فإن الكلام ما زال له. وانظر «معجم سماعات البرزالي ــ ضمن الجامع» (ص ٢١٢ ــ ٢٢٣) وفيه ترافق ابن تيمية والبرزالي والمزي في السماع على الشيوخ سنة (٦٨٠ هـ) رحم الله الجميع.
(٢) (ب): «ذكروا».
(٣) قال ابن كثير معلقًا في «البداية والنهاية»: (١٨/ ٢٩٩): «ولا شك أنّ جنازة الإمام أحمد بن حنبل كانت هائلة عظيمة بسبب كثرة أهل بلده واجتماعهم لذلك. والشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله توفي ببلده دمشق، وأهلُها لا يعشرون أهل بغداد كثرة، ولكنهم اجتمعوا لجنازته اجتماعًا لو جمعهم سلطان قاهر وديوان حاصر لما بلغوا هذه الكثرة التي انتهوا إليها، هذا مع أنه مات بالقلعة مسجونًا من جهة السلطان، وكثير من الفقهاء يذكرون عنه أشياء كثيرة مما ينفر منه أهل الأديان» اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>