للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله أيضًا فيه ــ رحمه الله ورضي عنه ــ آمين:

أبى اليومَ سرُّ الكون أن يتكتَّما ... وصبغ مشيب (١) الدّمع أن يتكلَّما

وكلُّ مصون من شجون ولوعة ... به تمَّ فَرْط الحزن والدمع قد نما

قضى ومضى مولى سما كلَّ ماجد ... فأوحش رَبْع المكرمات وأظلما

غمامة جود أقلعت بعد صوبها ... وبدرُ سُعودٍ غاب لمَّا تتمّما

وبحرُ علوم غاض زاخرُ يمِّه ... وركن معالٍ قد وهى وتهدّما

عيوني مصاب الخطب لما تحققت ... بها الدمع (٢) من جفني تَعَنْدَم عندما

أيا فاضل العصر الذي في صفاته ... تأخّر من في الفضل عنه تقدَّما

قضيت جميلَ الفعل أوحد ملّة ... حمى الدين والإسلام عزمًا وسلّما

ليهْنِكَ كم جدّلت يومًا مجادلًا ... وكلمته باللفظ منه تكلّما

نثرت على فرق الزمان جواهرًا ... ودُرًّا على جيد الليالي تنظّما

بفضل صلاة مع صلاتك في الدُّجى ... وجودك والإحسان أربحت مَغْنما

سبقت إلى الغايات في الفضل للورى ... على قدم، مقدامها قد تقدَّما

مضى عَلَم في الناس حَبْر معلّم ... فأوحش من رَبْع المدارس مَعْلما

فأصبح درس الفضل والعلم دارسًا ... يودّ بأن يشكو الجَوَى ويُكلَّما

فتًى لو قُلامات الأنامل قلّما ... لكان شبيه مثله اليوم قلّما (٣)


(١) كذا في النسخ ولعله: «وصُنْع مُسِيل الدمع ... ».
(٢) (ف): «للدمع».
(٣) (ف): «قلامات الأمامل»، و (ط): «قلامات الأظافر» والمثبت من (ك). و (ف، ح، د): «شبيه مثلها».

<<  <  ج: ص:  >  >>