للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيا بطَلٌ، يوم الجدال مجدِّلٌ (١) ... فوارسَ علم من فواضله قهرا

إذا قال في علياك أمعنُ قائلٍ ... فما حاط من معشار ما نلته العُشْرا

وماذا يقول المادحون بوصفه ... وقدرك فوق الشِّعْر جلّ عن الشِّعرى

تفرّدت في عِلْم وزهد وفطنة ... فضلت بها في الفضل بين الورى ذكرا

أعدت نهار الجهل ليلًا مسوَّدًا ... وكافر ليل الكفر صيّرته فجرا

نظمت على جيد الزمان قلائدًا ... بفضلك نظمًا من علومك أو نثرا

لقد كنت في يوم الفَخَار وفي الوغى ... شجاعًا يردّ الليث عن سبله قهرا

سيوفك بيض مثل عِرْضك في الورى ... إذا اسودّ ليل النقع، صيَّرتها حُمرا

كأنك قد أُفْرِغْتَ في فرد قالب ... تلاشى فلم يصبر على قلبة أخرى

فجئت على الأيام فردًا ومن رأى ... مثالك (٢) من كنز المكارم قد أثرى

فأقسم بالقرآن في العصر صادقًا ... بأنك قد شرّفْتَ من دهرك العصرا

سقاك حيًا من وابل الغيث ثَجَّةٌ (٣) ... وحيّا ندًى قد ضمّ مِن كفِّك البحرا

ونوّر نوّارُ الربيع ربوعَه ... وأطلع في أرجائه الزّهر والزهرا

تمت بحمد الله وحسن توفيقه.

* * * *


(١) (د): «مجندل»، وفي هامش (ف) كتب: «لعله: مجندل».
(٢) (ف، د): «مثلك».
(٣) (ف): «شجره»، (ك): «سحرة»، والمثبت من (د). والثج: الصب الكثير. انظر «اللسان» (ثجج).

<<  <  ج: ص:  >  >>