للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعاني ظلال الصبر في صبر فقده ... فأرسل رُسْل الدمع من مقلتي تترا

سننتَ تقيّ الدين أحمد سُنةً ... وأوسعت في كَسْب العلا بالندى صدرا

أيا شافعيَّ الوقت في ضبط نقله ... نثرتَ على الأيام من لفظك الدرّا

قنعتَ وفي الدنيا زهدت ديانةً ... وفارقتها واخترت ضَرَّتها الأخرى

أفضتَ على الايام بحرَ مكارمٍ ... وعلم، فأربحت المتاجرَ والأجرا

عجبتُ لقبرٍ ضمّ جسمك تُربُه ... أيحوي الثرى في تربه الشمس والبحرا!

نُقِلت من الدنيا إلى ظلِّ روضة ... وحُزت الذي أمَّلت بالمقلة السَّهْرا

وشاهدت في حُسْن الزيادة نَضْرة ... وألْبِسْت وشيًا عند نظرتها نظرا

تدرَّعتَ أثوابَ المحامد والتقى ... كعرضك بيضًا وابتدلت بها خَضْرا (١)

لئن نقلَ الأعداءُ عنك ضلالةً ... رواية نقلٍ ما أحاطت بها خُبْرا

وإن أودعوك السجن منهم جهالةً ... فقد زدت قدرًا عندما نقصوا قدرا

فما يختفي إلا الجواهرُ في الورى ... ومن ظُلَم الأصداف يستخرج الدرّا

أيا سائلي، عن علمه وصفاته ... هو البحر فاعجب فيه (٢) من يصف البحرا

هو الغيث يثني (٣) عنه كلّ لطيمة ... من الروض بل تزكو لأوصافه نَشْرا

سما حاتمًا جودًا، وفاخر عاصمًا ... ففاق لمن يقري الضيوف ومن يقرا


(١) (ف): «بعرضك ... حضرا».
(٢) سقطت من (ف).
(٣) (ف، ح): «ينثني».

<<  <  ج: ص:  >  >>