للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله أيضًا (١):

لِفَقْد الفتى التَّيميِّ تَجْري المَدامعُ ... وتصدعُ بالنَّوح الحمامُ الصَّوادِعُ

فتُغرِق أجفانًا يُقرِّحها البُكا ... وتَضْرِمُ نيرانًا حَوَتْها الأضالعُ (٢)

وبالماء يُطْفَى كلّ نارٍ، ونارُنا ... يُؤجِّجها بين الضلوعِ المَدَامع (٣)

وأمَّا الحَمام الصادِحاتُ فإنَّها ... حَمامُ حِمام للقلوب صوادعُ

وحقُّ فتًى كانت جوامِعُهم له ... جوامعَ تبكي فقدَه والجوامعُ (٤)

على ماجدٍ جلَّت مآثره الّتي ... لها في قلوب العارفين مواقعُ

علومٌ وأخلاقٌ كرامٌ وسُؤدَدٌ ... وجودٌ ومجدٌ باذخٌ وتواضعُ

وزهدٌ، وإيثارٌ، وتقوى، وعِفّةٌ ... وتلك سجايا حازها وهو يافعُ

هو الحَبْرُ، أمَّا المشكلاتُ فحلُّها ... يسيرٌ لديه، وهو في الحلِّ بارعُ

وأمَّا عُقودُ الدِّين فهي وثيقةٌ ... لديه، وعنها بالعوالي يُقارِعُ (٥)

إمامٌ، بَكَتْه أرضُه وسماؤه ... بُكاء حزينٍ، حُزْنهُ مُتتابع


(١) مكانها في (ف، ك): «مرثية للشيخ برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبدالكريم التبريزي، يرثي شيخ الإسلام، وهي .... ». ولم أقف على ترجمة إبراهيم المذكور، وتقدمت ترجمة والده (ص ٤٨٣).
(٢) (ف، ك، ط): «فتغرق جفنًا قد تقرّح بالبكا ... وتُضرمُ ... ».
(٣) (ف، ك، ط): «مؤججها بين ... ».
(٤) هذا البيت سيأتي في (ف، ك) بعد أبيات. ولفظه:
وحُق لمن كانت جوامعهم له ... جوامع، يبكوا فقده والجوامع
(٥) (ف، ك، ط): «وعنها بالرماح ينازع».

<<  <  ج: ص:  >  >>