للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشعارُ كلِّ مُشَيِّعٍ لسريره: ... التسبيحُ والتهليلُ والتكبيرُ (١)

ولقد سَرَت لسريره (٢) لما سرى ... سِيَرٌ لها حتى النشورِ نشورُ

تفنى الليالي والزمانُ وذِكْرُهُ ... مُتجدِّدٌ بين الورى مذكورُ

قد كان في الدنيا هلالًا لائحًا ... كلٌّ إليه بالبنان يُشيرُ

وكذا جنازته تعالى الله لم ... يُنْظَر لها في العالمين نظيرُ

ومن العجائب أنها نطقت على ... صمتٍ بما هو كامنٌ مستورُ

إنَّ المشيِّع للجنازة لم يعد ... إلا وسائرُ ذَنْبه مغفورُ

هذا هو الفضل المبين وهذه ... نِعَمٌ عليها ربُّنا مشكورُ

لا أوحشَ الله الوجودَ من الذي ... أنِسَتْ به في الموحِشَاتِ قبورُ

وإلى جِنانِ الله راحت روحُه ... يلقاه منها بَهْجةٌ وسرورُ

طوبَى لميْتٍ جاور القبرَ الذي ... فيه فتى تيميَّةٍ مقبور

بل فاز نُزَّالٌ ثووا بجنابِه ... إنَّ الكريمَ نزيلُه مَخْفورُ

فينال حتى الحشرِ من بركاته ... وعليه ينزلُ رحمةٌ وحُبورُ

يا ربِّ فاجمع بيننا في جنة الـ ... ـمأوى فأنتَ لِمَا تشاءُ قديرُ

تمّت، وهي ستةٌ وثلاثون بيتًا (٣).


(١) بعده بيتان في «الكواكب» وهي:
ولقد سرى فوق الرقاب سريرُه ... فعجبتُ كيف الراسيات تسيرُ
ما كنت أعلم قبل يوم وفاته ... أن البحار الزاخرات تغور
(٢) الأصل: «لسيره» والمثبت من «الكواكب».
(٣) بل سبعة وثلاثون.

<<  <  ج: ص:  >  >>