للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد كنتَ رَوحًا للقلوب وراحةً ... وقُوتًا وأُنسًا للنفوس النفيسة

تمسَّكْت بالدِّين الحنيفيِّ والهدى ... وبالعُروة الوثْقَى وأصل الشريعة

ظهرتَ إلى الدنيا بأحسنِ مظهرٍ ... ورُحْتَ إلى الأخرى بأكمل رَوحة

وودَّعتنا توديعَ مَن غيرُ راجعٍ ... وفارقتنا والدَّارُ غيرُ بعيدة

شَرِبْت بكأس العارفين مُدَامةً ... حقيقتُها من سرِّ عين الحقيقة

وَجُدْتَ بكأس الفضل (١) منك تكرُّمًا ... على تابعينَ السُّنَّة الأحمديَّة

فسبحان من أعطاك من فيض جودِهِ ... لقد نلتَ قُربًا لا يُنالُ بحيلة

وقد (٢) عِشْتَ محبوبًا ومتَّ مُكرَّمًا ... عليك من الرحمن أزكى تحيَّة

[ق ١٦٣] وما برحتْ تعلوك أنوارُ أُنسِه ... وما زِلْتَ في عِزٍّ وقربٍ ورفعة

ومأواك جنَّاتُ النَّعيم مع الذي ... تفرَّد من بين الورى بالوسيلة

نبيُّ الهدى خيرُ الورى صاحب اللِّوا ... شفيعٌ على الإطلاقِ في كلِّ أُمَّة

عليه صلاةُ الحقِّ ثمَّ سلامُهُ ... على عددِ الأنفاس في كلِّ طَرْفَة

وبعدُ فلله المحامدُ كلُّها ... على ما أرانا من وضوح المحجَّة

وها أنا يا ربِّي عُبيدٌ متيَّمٌ ... عساك ترى حالي وتغفرُ زلَّتي

تمت، وعدَّتها مائةٌ وسبعةٌ وعشرون بيتًا (٣).


(١) (ف، ك، ط): «بفضل الكأس».
(٢) (ك): «لقد».
(٣) هو كذلك في نسخة الأصل، أما في (ف، ك) فتزيد بأربعة أبيات على الأصل ذكرناها في الحواشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>