للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجتَ من السّجن الذي كان ضيِّقًا ... إلى دار فوزٍ في رياضٍ فسيحة

وقد نلتَ من مولاك ما كنتَ راجيًا ... وأشْهَدكَ المعنى بعينٍ قريرة

حُمِلتْ على النعش الذي كان تحته ... مئين ألوفًا في بكاءٍ وضجَّة

وصلى عليك المسلمون (١) جميعُهم ... بحسنِ اعتقِادٍ فيك يا شيخَ قدوة

وأمّا النساءُ المؤمناتُ فإنَّهنْ ... خرجن حَيارى فَوجةً بعد فَوجة

ومَعْهُنَّ أبكارٌ تحجَّبن بالتُّقى ... يَنُحْنَ بأكبادٍ عليك حزينة

صبرتَ على الأحكام طوعًا وطاعةً ... وذُقْتَ من الآلام طَعْم البليَّة

وكنتَ حَمولًا للنوائب كلِّها ... صبُورًا على الأقدار في دار غُرْبَةٍ

وأوسعْتَ صدرًا للمقادير عندما ... شهدتَ جمالَ الحبِّ في كلّ خلوة

ولاحتْ لك الأنوارُ بالمشهدِ الذي ... تطُوفُ به الأرواح (٢) في رَوض جنَّة

وعاينْتَ موجودًا تعالتْ صفاتُهُ ... وشاهدْتَ محبوبًا بعين البصيرة

فلا أوحشَ الرحمنُ منكَ ولا خلَتْ ... ربُوعُك من تلك العلومِ الجليلة

ولا أقفَرتْ منك الطلولُ ولا نأتْ ... ديارُك من تلك الصفاتِ الجميلة

ولا سكنتْ (٣) يومَ الوداع دُموعُنا ... ولا اكتحلَتْ فيكَ الجفون بغَمْضَة

ولا احتجبَتْ أسماعُنا عنك ساعةً (٤) ... ولا أيِسَت منك العيونُ بنظرة


(١) (ف، ك، ط): «الحاضرون» وبهامش النسخ إشارة إلى المثبت.
(٢) (ف، ك، ط): «الأنوار».
(٣) (ف): «سكبت».
(٤) في هامش الأصل «دائمًا» لكنه بخط مغاير، وإن كان بعده علامة التصحيح (صح).

<<  <  ج: ص:  >  >>