للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يخرجُ من بيته ليلًا، ويرجع إليه ليلًا، ولا يجلس في مكان معيَّن، بحيث يُقْصد فيه، ولكنه (١) يأوي إلى المساجد المهجورة، والأماكن التي ليست بمشهورة.

وكان كثير العبادة والتألُّه، والمراقبة والخوف من الله. ولم يزل على ذلك إلى حين مرضه ووفاته.

ومولده في اليوم الحادي عشر من المحرم سنة ستٍّ وستين وستمائة بحرَّان.

وسمع من [ابن] أبي (٢) اليُسر، والجمال عبد الرحمن البغدادي، وابن الصيرفي، والشيخ شمس الدين، وابن البخاري، وخلق كثير.

وحدَّث وسمع الكتب الكبار.

وقد سُئل عنه الشيخ كمال الدين ابن الزّملكاني، فقال: هو بارعٌ في فنون عديدة؛ من الفقه، والنحو، والأصول، ملازمٌ لأنواع الخير وتعليم العلم، حسن العبادة (٣)، قويٌّ في دينه، جيِّد التفقُّه، مُسْتحضرٌ (٤) لمذهبه استحضارًا جيِّدًا، مليحُ البحث (٥)، صحيحُ الذِّهن، قويُّ الفهم.

***


(١) (ف): «ولكنه كان».
(٢) الأصل: «من أبي اليُسر»، (ب): «من ابن اليسر». والإصلاح من بقية النسخ، وقد سبق على الصواب في أول الكتاب.
(٣) تحتمل في الأصل: «العبارة».
(٤) (ف، ك): «مستحضرًا».
(٥) «جيد. . . البحث» سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>