للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل ولا منفصل، ولا أنه لا تجوز إليه الإشارة الحسية (١).

بل قد ثبت في «الصحيح» (٢) عن جابر بن عبد الله أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال (٣) لمَّا خطب خطبته العظيمة يوم عرفات في أعظم مَجْمع حَضَره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل يقول: «ألا هل بلَّغْت». فيقولون: نعم، فيرفع إصبعه إلى السماء ويَنْكُتها (٤) إليهم ويقول: «اللهم اشهد» غير مرة، وأمثال ذلك كثير.

فإن كان الحقُّ ما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة بالكتاب والسنة من هذه (٥) العبارات ونحوها، دون ما يفهم من الكتاب والسنة إمّا نصًّا وإما ظاهرًا، فكيف يجوز على الله تعالى، ثم على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم على خير الأمة = أنهم يتكلَّمون دائمًا بما هو (٦) نصّ أو ظاهر في خلاف الحق! ثم الحقّ الذي يجب اعتقاده لا يبوحون به قط، ولا يدلّون عليه لا نصًّا ولا ظاهرًا، حتى تجيء أنباطُ الفرس والروم، وفراخ اليهود (٧) والفلاسفة،


(١) بعده في (خ، ط) و (ك) من هامشها: «للأصابع ونحوها».
(٢) «صحيح مسلم» (١٢١٨) من حديث جابر رضي الله عنه.
(٣) من الأصل فقط.
(٤) (ب، ف، ك): «وينكبها».
(٥) العبارة في (ق): «كان ما يقوله ... الثابتة فيما في الكتاب والسنة هذه» و (ب): «الحق مما يقوله ... الثابتة في الكتاب والسنة هذه».
(٦) زاد في (ك): «إما».
(٧) (ب، ق، ف، خ، ط): «وفروخ اليهود». وفي هامش (ك) بخط دقيق زيادة «والنصارى».

<<  <  ج: ص:  >  >>