للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: ٢٦ - ٢٧].

فإنَّ هذه الفتنة التي ابتلي بها المسلمون مع عدُوِّهم (١)، العدوّ المفسد الخارج عن شريعة الإسلام، قد جرى فيها شبيهٌ بما جرى للمسلمين مع عدوّهم على (٢) عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المغازي التي أنزل الله فيها كتابه، وابتلى بها نبيَّه والمؤمنين مما (٣) هو أسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا إلى يوم القيامة، فإنَّ نصوص الكتاب والسنة اللذين هما دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - يتناولان (٤) عموم الخلق بالعموم اللفظيّ والمعنويّ، أو بالعموم المعنويّ. وعهودُ الله في كتابه وسنة رسوله تنال آخرَ هذه الأمة كما نالت أوَّلها.

وإنما قصَّ الله علينا قَصَص مَن قبلنا من الأمم، لتكون عبرةً لنا فنشبِّه حالنا بحالهم، ونقيس أواخر الأمم بأوائلها، فيكون للمؤمن من المستأخرين شَبَه بما كان للمؤمن (٥) من المستقدمين (٦)، ويكون للكافر والمنافق من المستأخرين شَبَهٌ بما كان للكافر والمنافق من المستقدمين (٧)، كما قال تعالى


(١) (ف، ك): «مع هذا»، وسقطت «هذا» من (ق).
(٢) (ق): «جرى شبيه ... للمسلمين على ... ».
(٣) (ف): «والمؤمنون ما»، و (ك): «ما».
(٤) (ف): «نبينا ولان» تحريف.
(٥) (ق): «للمؤمنين».
(٦) (ك): «المتقدمين».
(٧) (ك): «المتقدمين».

<<  <  ج: ص:  >  >>