للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجموعهم إلى المدينة ليستأصلوا المؤمنين، فاجتمعت قريشٌ وحلفاؤها ومواليها من كنانة وأهل نجد والأحابيش، واجتمعَتْ غَطَفان وحلفاؤها (١) من بني أسد وأشْجَع وفَزارة وغيرهم من قبائل نجد.

واجتمعت أيضًا اليهودُ من قُرَيظة والنضير، فإنّ بني النضير كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أجلاهم قبل ذلك، كما ذكره الله في سورة الحشر، فجاءوا في الأحزاب إلى قُرَيظة، وهم متعاهدون (٢) للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومجاورون له قريبًا من المدينة، فلم يزالوا بهم (٣)، [ق ٥٧] حتى نَقَضت قريظةُ العهد ودخلوا في الأحزاب، فاجتمعت هذه الأحزاب العظيمة، وهم بِقَدْر المسلمين مرَّات متعددة، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - الذرية من النساء والصبيان في آطام المدينة، وهي مثل الجواسق، ولم ينقلهم إلى مواضع أُخر، وجعل ظهرهم (٤) إلى سَلْع وهو الجبل القريب من المدينة من ناحية الغرب والشام، وجعل بينه وبين العدو خندقًا، والعدوُّ قد أحاط بهم من العالية والسافلة، وكان عدوًّا شديد العداوة، لو تَمَكَّن من المؤمنين لكانت نكايتُه فيهم أعظمَ النِّكايات.

* وفي هذه الحادثة تحزَّب هذا العدوّ من مُغل وغيرهم من أنواع الترك، ومن فُرْس ومُسْتَعربة، ونحوهم من أجناس المُرْتدَّة، ومن نصارى من الأرمن وغيرهم، ونزل هذا العدوُّ (٥) بجانب ديار المسلمين، وهو بين الإقدام


(١) «ومواليها ... وحلفاؤها» سقطت من (ف، ك) ..
(٢) (ق، ف، ك): «معاهدون».
(٣) ليست في (ف، ك).
(٤) (ف): «موضع آخر»، (ق): «جعل ظهورهم».
(٥) «من فعل ... العدو» سقطت من (ف).

<<  <  ج: ص:  >  >>