للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: ١٠]، وقال تعالى (١): {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} [الأنفال: ٤٩].

والمرض في القلب كالمرض في الجَسَد، فكما أنَّ هذا هو ما أحالَه (٢) عن الصِّحَّة والاعتدال من غير [موت، فكذلك قد يكون في القلب مرض يحيله عن الصحة والاعتدال من غير] (٣) أن يموت القلب، سواءٌ أفْسَد (٤) إحساسَ [ق ٥٩] القلبِ وإدراكَه، أو أفْسَد عملَه وحركَتَه.

وذلك ــ كما فسّره هو (٥) ــ من ضعف الإيمان؛ إمّا يُضْعِف (٦) علم القلب واعتقاده، وإما يُضْعِف عملَه وحركته، فيدخل فيه مَنْ ضَعُفَ تصديقه ومَنْ غلب عليه الجُبْن والفزع، فإنَّ أدواء القلب؛ من الشهوة المحرَّمة والحسد والجبن والبخل وغير ذلك، كلها أمراض. وكذلك الجهل والشّكوك (٧) والشبهات التي فيه.

وعلى هذا فقوله: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: ٣٢] هو إرادة الفجور، وشهوة الزنا ــ كما فُسِّرَ به (٨) ــ ومنه قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : «وأيُّ داءٍ أدوى


(١) «في قلوبهم ... تعالى» ليست في (ف، ك).
(٢) «ما» ليست في (ف، ك)، و (ف): «حاله».
(٣) ما بينهما ساقط من الأصل.
(٤) (ق): «فسد»، وكذا التي تليها.
(٥) (ق): «فسّروا به»، (ف، ك): «فسّروه».
(٦) الأصل: «إنّما»، وبقية النسخ: «بضعف» وكذا ما بعده.
(٧) الأصل و (ق): «الشكوى». والمثبت من باقي النسخ.
(٨) بقية النسخ: «فسّروه به».

<<  <  ج: ص:  >  >>